وآخرُ عهدي بالربابِ مقالها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وآخرُ عهدي بالربابِ مقالها، | لنا ليلة َ البطحاءِ، والدمعُ يسجمُ: |
طربتَ، وطاوعتَ الوشاة َ، وبينتْ | شمائلُ من وجدٍ، ففيمَ التجرم؟ |
هلمّ فأخبرني بذنبيَ، أعترفْ | بعتباكَ، أو أعرفْ إذاً كيفَ أصرم |
فإنْ كان في ذنبٍ إليكَ اجترمتهُ، | تَعَمَّدْتُهُ عَمْداً، فَنَفْسيَ أَلْوَم |
وإن كان شيئاً قاله لكَ كاشحٌ، | كما شاءَ يسديه عليّ، ويلحم |
فَصَدَّقْتَهُ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَرُدَّهُ، | وَلَمْ أَمْلِكِ الأَعْداءَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا |
فَقُلْتُ، وَكَانَتْ حُجَّة ً وَافَقَتْ بِها، | من الحقّ عندي بعضَ ما كنت أعلم: |
صَدَقْتِ، وَمَنْ يَعْلَمْ فَيَكْتُمْ شَهادَة ً | على نفسه أو غيرهِ، فهو أظلم |
فأما الذي فيه عتبتِ، فأنفه | لأنفكِ في صرمِ الخلائق أرغم |
فَعُتْبَاكِ مِنّي أَنَّني غَيْرُ عَائِدٍ، | وأقسمُ بالرحمنِ لا نتكلم |
وقلتُ لها: لو يسلكُ الناسُ وادياً | وتنحينَ نحو الشرقِ عما تيمموا |
لكلفني قلبي أتابعكِ، إنني | بِذِكْرَاكِ أُخْرَى الدَّهْرِ، صَبٌّ مُتَيَّمُ |
أَرَى ما يَلي نَجْداً، إذا ما حَلَلْتِهِ، | جميلاً، وأهوى الغورَ إن تتتهموا |