باسمِ الإله، تحية ً لمتيمِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
باسمِ الإله، تحية ً لمتيمِ، | تهدى إلى حسنِ القوامِ مكرمِ |
وصحيفة ٌ ضمنتها بأمانة ٍ، | عِنْدَ الرَّحِيلِ، إلَيْكِ، أُمَّ الهَيْثَمِ |
فيها التحية ُ، والسلامُ، ورحمة ٌ، | حَفَّ الدُّمُوعُ كَتَابَها بِکلمُعجَمِ |
من عاشقٍ كلفٍ يبوءُ بذنبه، | صَبِّ الفُؤَادِ مُعَاقَبٍ لَمْ يَظْلِمِ |
بَادي الصَّبابَة ِ، قَدْ ذَهَبْتِ بِعَقْلِهِ، | كَلِفٍ بِحُبِّكِ، يا عُثَيْمَ، مُتَيَّمِ |
يَشْكو إلَيْكِ بِعَبْرَة ٍ وَبِعَوْلَة ٍ | ويقولُ: أما إذ مللتِ، فأنعمي |
لاَ تَقْتُليني، يا عُثَيْمَ، فإنَّني | أَخْشَى عَلَيْكِ عِقَابَ رَبّكِ في دَمِي |
إنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ رَحْمَة ٌ وَتَعَطُّفٌّ، | فتحرجي من قتلنا أن تأثمي |
لَمّ يُخْطِ سَهْمُكِ، إذ رَمَيْتِ مَقَاتِلي، | وتطيشُ عنكِ، إذا رميتكِ، أسهمي |
وَوَجَدْتُ حَوْضَ الحُبِّ، حِينَ وَرَدْتُهُ، | مرَّ المذاقة ِ، طعمه كالعلقم |
لا والذي بعثَ النبيّ محمداً | بِکلنُّورِ وَالإسْلاَمِ دِينِ القَيِّمِ |
وبما أهلّ به الحجيجُ وكبروا، | عِنْدَ المَقَامِ وَرُكْنِ بَيْتِ المَحْرَم |
والمسجدِ الأقصى المبارك حوله، | والطورِ، حلفة َ صادقٍ لم يأثم |
ما خنتُ عهدكِ، يا عيثمَ، ولا هفا | قَلْبي إلى وَصْلٍ لِغَيْرِكِ فَاعْلَمي |
فكي أسيراً، يا عيثمَ، فإنهُ | خَلَطَ الحَيَاءَ بِعِفَّة ٍ وَتَكَرُّمِ |
وَرَعَى الأَمَانَة َ، في المَغِيبِ، وَلَمْ يَخُنْ | غَيْبَ الصَّدِيقِ، وَذَاكَ فِعْلُ المُسْلِمِ |
أَحْصَيْتُ خَمْسَة َ أَشْهُرٍ مَعْدودَة ٍ | وثلاثة ً، من بعدها، لم توهم |
هذي ثمانية ٌ تهلُّ وتنقضي، | عَالَجْتُ فِيها سُقْمَ صَبٍّ مُغْرَمِ |
مَكَثَ الرَّسُولُ لَدَيْكُمُ، حَتَّى إذا | قدمَ الرسولُ، وليته لم يقدم |
لَم يَأْتِني لَكُمْ بِخَطٍّ وَاحِدٍ | يشفي غليلَ فؤاديَ المتقسم |
وَحَرَمْتِني رَدَّ السَّلامِ، وَمَا أَرَى | ردّ السلامِ على الكريمِ بمحرم |
إنْ كُنْتِ عَاتِبَة ً عَلَيَّ، فَأَهْلُ ما | أَنْ تَعْتِبي فيما عَتَبْتِ وَتُكْرَمي |
أَنْتِ الأَمِيرَة ُ، فَکسْمَعِي لِمَقَالَتي | وتفهمي من بعضِ ما لم تفهمي |
إنِّي أَتُوبُ إلَيْكِ تَوْبَة َ مُذْنِبٍ | يَخْشَى العُقُوبَة َ مِنْ مَلِيكٍ مُنْعِمِ |
حتى انالَ رضاكِ، حيثُ علمتهُ، | بطريفِ مالي والتليدِ الأقدم |
وَأَعُوذُ مِنْكِ بِكِ، الغَدَاة َ، لِتَصْفَحي | عما جنيتُ من الذنوبِ، وترحمي |
إنْ تَقْبَلي عُذْري، فَلَسْتُ بِعَائِدٍ، | حَتَّى تُغَادَرَ في المَقَابِرِ أَعْظُمي |
لَوْ كَفِّيَ اليُمْنَى سَأَتْكِ قَطَعْتُها | وَلَذُقْتُ، بَعْدَ رِضَاكِ، عَيْشَ الأَجْذَمِ |