أقلَّ الملامَ، يا عتيقُ، فإنني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أقلَّ الملامَ، يا عتيقُ، فإنني | بهندٍ، طوالَ الدهرِ، حرانُ هائمُ |
فَقَضِّ ملامي، وکطْلُبِ الطِّبَّ، إنَّني | أسرّ جوى في حبها، فهو رازمُ |
فَقَالَ: عَلَيْكَ اليَوْمَ أَسْمَاءَ، إنَّها | أطبُّ بهذا، والمباطنُ عالم |
فقلتُ لأسماءَ اشتكاءً، وأخضلتْ | مَسَارِبَ عَيْنَيَّ الدُّموعُ السَّواجمُ |
أَبيني لَنَا، كَيْفَ السَّبيلُ إلَى الَّتي | نَأَتْ غَرْبَة ٌ عَنَّا بِهَا ما تُلاَئِمُ |
فقالتْ، وهزتْ رأسها: لو أطعتنا، | تجنبتها أيامَ قلبكَ سالم |
ولكن دعتْ للحينِ عينٌ مريضة ٌ، | فَطَاوَعْتَها، عَمْداً، كَأَنَّكَ حَالِمُ |
وَكُنْتَ تَبوعاً لِلْهَوَى ، مُصْحِباً لَهُ، | إذا أعجبتكَ الآنساتُ النواعمُ |
تُكَلِّفُ أَفْرَاسَ الصِّبَى ، تَعَباً لَهُ، | وَلَسْتَ تُبالي أَنْ تَلُومَ اللَّوَائِمُ |
وَوَكَّلْتَ أَفْرَاسَ الصِّبَى بِطِلابها | زَماناً، فَقَدْ هَانَت عَلَيْكَ المَلاوِمُ |
وَعُلِّقْتَها، أَيَّامَ قَلْبُكَ مُوثَقٌ | لديها، فدعها الآنَ، إذ أنتَ سالم |
فقلتُ لها: أنى سلمتُ، وحبها | جوى لبناتِ القلبِ، يا أسمَ، لازم |
وأنى سلوُّ القلبِ عنها، وقد سبا | فُؤَادِيَ مِنْها ذو غَدائِرَ فَاحِمُ |
وجيدُ غزالٍ فائقُ الدرّ حليهُ، | وَرَخْصٌ لَطِيفٌ، وَاضِحُ اللَّوْنِ، نَاعِمُ |