يَا نُعْمُ، قَدْ طَالَتْ مُمَاطَلَتي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يَا نُعْمُ، قَدْ طَالَتْ مُمَاطَلَتي، | إنْ كَانَ يَنْفَعُ عَاشِقاً مَطَلُهْ |
كان الشفاءَ لنا ومنيتنا | منكِ، الحديثُ، فغالنا غيله |
فَفَدَيْتُ مَن أُشْفَى بِرُؤيَتِهِ | وأبى ،وكان كثيرة ً عدله |
ظبيٌ تزينه عوارضه، | والعينُ زينَ لحظها كحله |
وَلَوَ کنَّها بَرَزَتْ لِمُنْتَصِبٍ | قَسٍّ، طَوِيلِ اللَّيلِ، يَبْتَهِلُهُ |
سيارِ أرضٍ لا انيسَ بها، | فيها شَرِيعَتُهُ وَمُبْتَقَلُهْ |
لَصَبَا وأَلْقَى عَنْهُ بُرْنُسَهُ، | وسعى ، واهونُ سعيه رمله |
حَتَّى يُعَايِنَها مُعَايَنَة ً، | غزلاً، وحقَّ لقسهمْ غزله |
كُنَّا نُؤَمِّلُ أَنْ نَفُوزَ بِهِ، | في مَنْ نُؤَمِّلُهُ وَنَخْتَتِلُهْ |
حَتَّى أُتيحَ لِظَبْينا رَجُلٌ، | من اهلِ مكة َ زانهُ حلله |
يغدو عليه الخزُّ يسحبه، | وَيَرُوحُ في عَصْبِ وَيَبْتَذِلُهْ |
فَرَمَى ، فَأَقْصَدَهَا بِرَمْيَتِهِ، | ورنا، فمهدَ للفتى أجله |
قالت لقيناتٍ يطفنَ بها | حَولي، وَدَمْعي دَائِمٌ سَبَلُهْ: |
أَنْتُنَّ زَيَّنْتُنَّ فُرْقَتَنا، | وَلِكُلِّ صَاحِبِ زِينَة ٍ عَمَلُهْ |
لاَ تُعْجِلاَهُ أَنْ يُسَائِلَنا، | إنْ كَانَ شَفَّ فُؤادَهُ ثِقَلُهْ |
فَفَدَيْتُ حَامِلَهُ وَحَاضِرَهُ، | وَفَدَيْتُ ما يَسْمو بِهِ جَمَلُهْ |
وَفَدَيْتُ مَنْ كَانَتْ مَسَاكِنُهُ | بِکلسَّهْلِ، أَوْ مُسْتَوْعَرٌ جَبَلُهْ |