أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني، | أراقبُ ليلاً ما يزولُ طويلا |
إذا خَفَقَتْ مِنْهُ نُجُومٌ، فَحَلَّقَتْ، | تبينتُ من تالي النجومِ رعيلا |
فلمّا مضتْ من أوّلِ اللّيلِ هجْعَة ٌ، | وأيقنتُ من حسّ العيونِ غفولا |
دخلتُ على خوفٍ، فأرقتُ كاعباً، | هَضِيمَ الحَشا، رَيَّا العِظامِ، كَسولا |
فَهَبَّتْ تُطيعُ الصَّوْتَ نَشْوَى مِنَ الكَرَى ، | كَمُغْتَبِقِ الرّاحِ المُدام شَمُولا |
فعضتْ على الإبهام منها مخافة ً | عَلَيَّ، وَقَالَتْ: قَدْ عَجِلْتَ دُخولا |
فَهَلاَّ، إذا کسْتَيْقَنْتَ أَنَّكَ دَاخِلٌ، | دَسَسْتَ إلَيْنَا، في الخَلاءِ، رَسولا |
فَنَقْصُرَ عَنَّا عَيْنَ مَنْ هُوَ كَاشِحٌ | وتاتي، ولا نخشى عليكَ دليلا |
فقلتُ: دعاني حبكم، فأجبتهُ | إلَيْكِ، فَقَالَتْ: بَلْ خُلِقْتَ عَجُولا |
فلما أفضنا في الهوى نستبثهُ، | وَعَادَ لَنَا صَعْبُ الحَدِيثِ ذَلُولا |
شَكَوْتُ إلَيْهَا، ثُمَّ أَظْهَرْتُ عَبْرَة ً، | وأخفيتُ منه في الفؤادِ غليلا |
فَقُلْتُ: صلي مَنْ قَدْ أَسَرْتِ فُؤادَهُ، | وَعَادَ لَهُ فِيكِ النَّصوحُ عَذولا |
فصدتْ، وقالت: ما تزالُ متيماً، | بِنَجْدٍ، وإنْ كُنْتَ الصَّحِيحَ، قَتيلا |
صدودَ شموسٍ، ثم لانتْ، وقربتْ | إليّ، وقالت لي: سألتَ قليلا! |
قدرتَ على ما عندنا من مودة ٍ، | ودائمِ وصلٍ، إنْ وجدتَ وصولا |
لقد حليتكَ العينُ اولَ نظرة ٍ، | وأعطيتَ مني، يا ابنَ عمِّ، قبولا |
فَأَصْبَحْت هَمَّاً لِلْفُؤَادِ، وَمُنْيَة ً، | وَظِلاًّ مِنَ النُّعمى عليّ، ظَليلا |
أَميراً عَلَى ما شِئْتَ مِنّي مُسَلَّطاً | فَسَلْ، فَلَكَ الرَّحْمَنُ يُمْنَحْ سُولا |
فقلت لها: يا سكنَ إني لسائلٌ | سؤالَ كريمٍ، ما سألتُ، جميلا |
سَأَلْتُ بِأَنْ تَعْصي بِنَا قَوْل كَاشِحٍ، | وإنْ كان ذا قربى لكم، ودخيلا |
وَأَنْ لا تَزَالَ النَّفْسُ مِنْكِ مضيفَة ً | عَلَيَّ، وَتُبْدي، إنْ هَلَكْتُ، عَويلا |
وَأَنْ تُكْرِمي، يَوْماً، إذا ما أَتَاكُمُ | رسولٌ، لشجوٍ، مقصراً ومطيلا |
وأَنْ تَحْفَظي بِکلْغَيْبِ سِرّي وَتَمْنَحي | جليسكِ طرفاً، في الملامِ، كليلا |