هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ | ذَكَّرَني ما أَعْرِفُ |
ممشايَ ذاتَ ليلة ٍ، | والشَّوْقُ مِمَّا يَشْغَفُ |
إذا ثلاثٌ كالدمى ، | وَكَاعِبٌ وَمُسْلِفُ |
وبينهنّ صورة ٌ، | كَکلشَّمْسِ حِينَ تُسْدِفُ |
خودٌ، وقيرٌ نصفها، | ونصفها مهفهف |
قلتُ لها: منْ أنتمُ؟ | لعلّ داراً تسعف |
فَکبْتَسَمَتْ عَنْ وَاضِحٍ | غرِّ الثنايا، ينطف |
وَأَوْمَضَتْ عَنْ طَرْفِهَا | يا حسنها، إذْ تطرف! |
وَأَرْسَلَتْ فَجَاءَني | بنانها المطرف |
أَنْ بِتْ لَدَيْنَا لَيْلَة ً | نُحْيي بِها وَنُلْطِفُ |
بَاتَتْ وَلي مِنْ بَذْلِها | حمشُ اللثاتِ، أعجف |
فَبِتُّ لَيْلي كُلَّهُ | ترشفني، وأرشفُ |
إخالُ ثَلْجاً طَعْمَهُ | قد خالطتهُ قرقف |
لما دنا تقاربٌ | مِنْ لَيْلِنَا وَمَصْرِفُ |
قالت لنا، ودمعها | وجداً علينا يذرف: |
لَهْفِي! وَلَيْسَ نَافِعي | عليكمُ التلهفُ! |
قَالَتْ: وَلَمْ تَسْأَلُنَا | والدارُ عنكَ تصرف |
والدارُ عنكَ غربة ٌ، | ونأينا مستشرف |
نحنُ حجيجٌ ضمنا، | فَمَنْ يُرَى المُعَرَّفُ |
قُلْتُ: فَإنِّي هَائِمٌ | صبٌّ بكم مكلف |
قالت: بلَ انتَ مازحٌ، | ذو ملة ٍ، مستطرف |
لَسْنَا وإنْ حَدَّثْتَنَا | يَغُرُّنا ما تَحْلِفُ |
وددتُ لو انكَ في | قَوْلِكَ هَذا تُنْصِفُ |
تَجْزِي بِمِثْلِ وُدِّنا | قلتُ لها: بل أضعف |