شاقَ قلبي منزلٌ دثروا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شاقَ قلبي منزلٌ دثروا، | حالفَ الأرواحَ والمطرا |
شَمْأَلاً تُذْري إذا لَعِبَتْ | عَاصِفاً أذيالُها الشّجرا |
للتي قالتْ لجارتها: | ويح قلبي، ما دهى عمرا؟ |
فيمَ أمسى لا يكلمنا؟ | وإذا ناطقتهُ بسرا |
أَبِهِ عُتْبَى فَأُعْتِبُهُ | أمْ به صبرٌ، فقد صبرا |
أمْ حديثٌ جاءهُ كذبٌ، | أمْ به هجرٌ، فقد هجرا |
أَمْ لِقَوْلٍ قَالَهُ كَاشِحٌ | كاذبٌ، يا ليته قبرا |
لو علمنا ما يسرُّ به، | مَا طَعِمْنَا البَارِدَ الخَصِرا |
وأرى شوقي سيقتلني، | وحبيبَ النفسِ إن هجرا |
إنّ نومي ما يلائمني، | أَجْلَهُ يا أُخْتِ إنْ ذُكِرَا |
فأجابتْ في ملاطفة ٍ | أسرعت فيها لها الحورا: |
إنني إن لم امتْ عجلاً، | أرتجي إنْ راحَ، أو بكرا |
فإذا مَا رَاحَ فَکسْتَلِمي | إنْ دَنَا في طَوْفِهِ الحَجَرا |
وأشفي البردّ عنكِ له، | كَيْ تَشوقِيهِ إذا نَظَرا |
فأرتني مسفراً حسناً، | خلتهُ، إذ أسفرتْ، قمرا |
وَشتيتَ النَّبْتِ مُتَّسِقاً | طَيباً أَنْيَابُهُ خَصِرَا |
لشقائي، قادني بصري، | ولحينٍ، وافقَ القدرا |
ثمّ قالتْ للتي معها: | لا تديمي نحوه النظرا |
خالسيهِ، أختِ، في خفرٍ | فَوَعْيْتُ القَوْلَ إذْ وَقَرا |
إنَّهُ يا أُخْتِ يَصْرِمُنَا | إنْ قَضَى مِنْ حَاجَة ٍ وَطَرا |
قُلْتُ: قَدْ أُعْطِيتِ مَنْزِلَة ً | ما أرى عندي لها خطرا |
فأنيلي عاشقاً، دنفاً، | ثمّ أخزى اللهُ من كفرا |