أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ | وَعَيْنِي لِبَيْنٍ مِنْ ذَوِي الوُدِّ تَدْمَعُ |
أَبِالجَدِّ أَنِّي مُبْتَلى ً كُلَّ سَاعَة ٍ | بِهَمٍّ لَهُ لَوْعَاتُ حُزْنٍ تَطَلَّعُ |
إذا ذهبتْ عنِّي غواشٍ لعبرة ٍ | أظلُّ الأخرى بعدها أتوقَّعُ |
فلا النَّفسُ منْ تهمامها مستريحة ٌ | ولا بالَّذي يأتي منَ الدَّهرِ تقنعُ |
وَلاَ أَنَا بِالَّلائِي نَسَبْتُ مُرَزَّؤٌ | ولا بذوي خلصِ الصَّفا متمِّعُ |
وَأُولِعَ بِي صَرْفُ الزَّمَانِ وَعَطْفُهُ | لتقطيعِ وصلِ خلَّة ٍ حينَ تقطعُ |
وَهَاجَ لِيَ الشَّوْقَ القَدِيمَ حَمَامَة ٌ | عَلَى الأَيْكِ بَيْنَ القَرْيَتَينِ تَفَجَّعُ |
مُطَوَّقَة ٌ تَدْعُو هَدِيلاً، وَتَحْتَهَا | لهُ فننٌ ذو نضرة ٍ يتزعزعُ |
وَمَا شَجْوُهَا كَالشَّجْوِ مِنِّي وَلا الَّذِي | إذا جزعتْ مثلَ الَّذي منهُ أجزعُ |
فقلتُ لها لوْ كنتِ صادقة َ الهوى | صنعتِ كما أصبحتُ للشَّوقِ أصنعُ |
ولكنْ كتمتِ الوجدَ إلاَّ ترنُّماً | أَطَاعَ لَهُ مِنِّي فُؤَادٌ مُرَوَّعُ |
وما يستوي باكٍ لشجوٍ وطائرٌ | سِوَى أَنَّهُ يَدْعُو بِصَوْتٍ وَتَسْجَعُ |
فَلاَ أَنَا مِمَّا قَدْ بَدَا مِنْكِ فَکعْلَمِي | أصبُّ، بعيداً منكِ، قلباً وأوجعُ |
ولوْ أنَّ ما أعنى بهِ كانَ في الَّذي | يُؤَمَّلُ مِنْ مَعْرُوفِهِ اليَوْمَ مَطْمَعُ |
ولكنَّني وكِّلتُ منْ كلِّ باخلٍ | عليَّ بما أعنى بهِ وأمنعُ |
وفي البخلِ عارٌ فاضحٌ ونقيصة ٌ | عَلَى أَهْلِهِ، وَالجُودُ أبْقَى وَأَوْسَعُ |
أَجِدَّكَ لاَ تنْسَى سُعَادَ وَذِكْرَهَا | فيرقأُ دمعُ العينِ منكَ فتهجعُ |
طربتَ فما يفكُّ يحزنكُ الهوى | مُوَدِّعُ بَيْنٍ رَاحِلٌ، ومُوَدَّعُ |
أَبَى قَلْبُهَا إِلاَّ بِعَاداً وَقَسْوَة ً | ومالَ إليها ودُّ قلبكَ أجمعُ |
فلا هيَ بالمعوفِ منكَ سخيَّة ٌ | فتبرمُ حبلَ الوصلِ أوْ تتبرعُ |
أَفِقْ أَيُّهَا المَرْءُ الَّذي بِهُمُومِهِ | إلَى الظَّاعِنِ النَّائِي المَحَلَّة ِ يَنْزِعُ |
فَمَا كُلُّ مَا أَمَّلْتَهُ أَنْتَ مُدْرِكٌ | وَلاَ كُلُّ مَا حَاذَرْتَهُ عَنْكَ يُدْفَعُ |
ولا كلُّ ذي حرصٍ يزادُ بحرصهِ | ولا كلُّ راجٍ نفعهُ المرءُ ينفعُ |
وَكَمْ سَائِلٍ أُمْنيَّة ً لَوْ يَنَالُهَا | لَظَلَّ بِسُوءِ القَوْل في القَوْمِ يَقْنَعُ |
وَذِي صَمَمٍ عِنْدَ العِتَابِ، وَسَمْعُهُ | لِمَا شَاءَ مِنْ أَمْرِ السَّفَاهة ِ يَسْمَعُ |
وَمِنْ نَاطِقٍ يُبْدِي التّكَلُّمُ عِيَّهُ | وَقَدْ كَانَ فِي الإِنْصَاتِ عَنْ ذَاكَ مَرْبَعُ |
ومنْ ساكتٍ حلماً على غيرِ ريبة ٍ | وَلاَ سَوْأَة ٍ مِنْ خَزْيَة ٍ يَتَقَنَّعُ |