لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور | بلوى زرودَ سفى عليها المورُ |
نُؤْيٌ وأَطْلَسُ كالحمَامَة ِ مَاثِلٌ | و مُرَفَّعٌ شُرُفَاتُهُ مُحْجُورُ |
كالحَوْضِ ألْحَقَ بالخَوالِفِ نَبْتُهُ | سبطٍ عليه من السَّماك مطيرُ |
لأسيلة الخدّين خرعبة ٍ لها | مسكٌ يعلُّ بجيبها وعبيرُ |
و إذا تَقُومُ إلى الطِّرَافِ تَنَفَّسَتْ | صعداً كما يتنفَّسُ المبهورُ |
فتبادرت عيناك إذْ فارقتها | يوماً وأنت على الفراقِ صبورُ |
يا طُولَ لَيْلِكَ لا يَكَادُ يُنِيرُ | جرعاً وليلك بالجريب قصيرُ |
وصريمة ٍ بعد الخلاج قطعتها | بالحَزْمِ أو جَعَلَتْ رَحَاهُ تَدُورُ |
بِجُلالَة ٍ سُرُحِ النَّجَاءِ كأنّها | بَعْدَ الكَلالَة ِ بالرِّدَافِ عَسِيرُ |
ورعت جنوب السَّدر حولاً كاملاً | والحزنَ فهي يزلُّ عنها الكورُ |
فبنى عليها النِّيَّ فهي جلالة ٌ | ماإنْ يُحِيطُ بِجَوْزِها التَّصدير |
وكأنَّ رحلي فوق أحقبَ قارحٍ | بالشَّيِّطَيْن نُهَاقُهُ تَعْشِيْرُ |
جَوْنٌ يُطَارِدُ سَمْحَجَاً حَمَلَتْ له | بعوازب القفرات فهي تزورُ |
وكأنّ نقعهما ببرقة ثادقٍ | ولوى الكثيبِ سرادقٌ منشورُ |
يَنْحُو بِها مِنْ بُرْقِ عَيْهَمَ طامِياً | زرقَ الحمام رشاؤهن قصيرُ |
وردا وقد نفضا المراقب عنهما | والماءُ لا سدمٌ ولا محضورُ |
أوْ فوق أخنسَ ناشطٍ بشقيقة ٍ | لَهَقٍ بِغَائِطِ قَفْرَة ٍ مَحْبُورِ |
باتت له بكَثِيبِ حَرْبَة َ لَيْلَة ً | وَطْفاءَ بين جُمَادَيَيْن دَرُورُ |
حَرِجَاً يُلاوِذُ بالكِنَاسِ كأنه | متطوِّفٌ حتى الصّباح يدورُ |
فالماءُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ كأنَّهُ | قُشُبُ الجُمَانِ وطَرْفُهُ مَقْصُورُ |
حتّى إذا ما الصُّبْحُ شَقَّ عَمُودَهُ | و عَلاهُ أسْطَعُ لا يُرَدُّ مُنِيرُ |
أوْفَى على عَقَدِ الكَثِيبِ كأنّه | وَسْطَ القِدَاحِ مُعَقَّبٌ مَشْهُورُ |
وحصى الكثيب بصفحتيه كأنَّهُ | خُبَثُ الحديدِ أَطَارَهُنَّ الكِيرُ |