قومي يا هذه وتأملي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قومي يا هذه وتأملي | رقصَ الغصون على غناء البلبلِ |
فالطير بين تشاجر وتغرُّدٍ | والماء بين تجعُّدٍ وتسلسُلِ |
أظباءَ وجرة َ كم بشطَّى آمدِ | من ظبية ٍ كحلى ، وظبيٍ أَكحَلِ |
ومدَّللِ ومذَّللِ في حبّهِ | شتَّان بين مذَّللِ ومدَّللِ |
والعيش قد رقصت حواشي حُسنِهِ | ما بين دجلتها إلى قطرُّبلِ |
رقمَ الربيعُ ربوعها فكأنها | زنجية ٌ تختال فيها بالحُلي |
من لي بجيرونٍ، وجيراني وقد | نادمتُهم في جنحِ ليلٍ أَلْيَلِ |
ولقد بنيت لإبن ثابت في الحشا | بيتاً أرقَ من الصَّبا والشَّمألِ |
لله درُّ عصابة ٍ نادمتها | يوماً في الزمان الأوَّلِ |
وتنوفة ٍ ما زلت أقطع جوزها | بمطَّهمٍ عبلِ القوائمِ هيكلِ |
حتى أَبَنْتُ حديث حادثة ِالنّوى | لمؤيد الدين الوزير أبي علي |
يلٌ يقول الحقَّ في أعدائهِ | بطل مَضاربُ سيفه لم تبطلِ |
في حصنِهِ غيثٌ ، وفوق حصانِهِ | ليثٌ يكر على الكرة ِ بمسحلِ |
مبتسمٌ لعفاتهِ قبل النّدى | كالبرقِ يلمعُ للبشارة بالولي |
يعطي المحجَّلة َ الجيادَ، وكم له | في الجواد من يوم أَغرَّ مُحَجَّلِ |
ويرد صدرَ السمهريِّ بصدرهِ | ماذا يؤثِّر ذابلٌ في يذبلِ |
فكأنهُ والمشرفُّي بكفِّهِ | بحرٌ يكرٌ على الكماة بجدوَلِ |
وله البنونَ السابقونَ إلى الوغى | بالمشرفيّـة ِ والرماح الذُبَّلِ |
من كل سَحَّاحِ اليَدَيْنِ سَمَيْذَعٍ | وأَغرَّ وضاح الجبين شَمرْدَلِ |
ورث السماحة َ عن جدودٍ سادة ٍ | مثل الإِمامة في سَراة ِ بني علي |
أكفى الكفاة لقد تهلَّلت الدُّنى | من وجهه المتألق المتهلِّلِ |
أنت الذي ملأ الملا بصلادمٍ | وصوارم ومكارم وتفضُّلِ |
يحصى الحصى ، إلا مناقبك التي | يعيا بجملتها حساب الجمَّلِ |
لك مذهبٌ في كل أرض مذهبٌ | وثناً يفوح نسيمُهُ كالَمنْدَلِ |
عجباً لمن أمسى بآمد مقترا | مثلي ومثلك للسماح بآكلِ |
موىي قد يمَّمتُ جودك ظامئاً | وشربتَ من دهري نقيع الحنظلِ |
وقد اتكلتُ على نداك وسَيْبِهِ | كالبحتريِّ على ندى المتوكِّلِ |
فَأَصِخْ لقصدِ قصيدَة ٍ ما مثلُها | لجرير في الزمن القديم وَجَرْوَلِ |
لو أنشدت بحمى كليبٍ خالها | في الجاهلية من لسان مهلهلِ |