ميلوا إلى الدار من ذات اللمى ميلوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ميلوا إلى الدار من ذات اللمى ميلوا | كحلاء ما جال في أَجفانها ميلُ |
هذا بكائي عليها وهي حاضرة ٌ | لا فرسخٌ بيننا يوماُ ولا ميلُ |
ممشوقة ُ القد ما في شنفها خرسٌ | ولا تضجُّ بساقيها الخلاخيلُ |
كأنما قدُّها رمحٌ ومبسمها | صبحٌ وحسبُكَ عسّالٌ ومعسولُ |
في كل يومٍ بعينها وقامتها | دمي ودمعي على الأطلال مطلولُ |
إِن يحسدوني عليها لا أَلومُهُمُ | لذاك جار على هابيل قابيلُ |
إني لأعشق ما يحويه برقعها | ولست أبغض ما تحوي السراويلُ |
وربَّ ساقٍ سقانيها على ظمأٍ | مهفَهف مثل خُوطِ البان مجدولُ |
حتى إذا ما رشفنا راح راحتهِ | وهناً وانقالنا ، عض وتقبيلُ |
جاءت عليَّ يدُ الساقي ومقلته | لكنني بزمام العقل معقول |
فكيف أخشى صروف الدهر إن وثبت | وسيف مولاي سيف الدين مسلولُ |
ملك عن المجد يوماً ليس يشغلهُ | كأسٌ دِهاقٌ ولا حسناء عُطبولُ |
وهل يقصر عن بأسٍ ، وعن كرمٍ | وقد تجمع فيه الطَّولُ والطُّولُ |