ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا!
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا! | فقدْ كانَ مأنوساً فأصبحَ خاليا |
فلا عهدَ إلاَّ أنْ تذكرَ أوْ ترى | ثُماماً حَوَاليْ مَنْصَبِ الخَيمِ بالِيَا |
ألا أيّها الوَادي، الذي ضَمّ سَيلُهُ | إلينا نوى ظمياءَ حييتَ واديا |
إذا ما أرادَ الحيُّ أنْ يتزايلوا | وَحَنّتْ جِمالُ الحَيّ جنّتْ جِمالِيَا |
ألا لا تَخَافَا نَبْوَتي في مُلِمّة ٍ، | و أمسى جميعاً جبيرة ً متدانيا |
إذا تنحنُ في دارِ الجميعِ كأنما | يكونُ علينا نصفُ حولٍ لياليا |
إلى الله أشْكُو أنّ بالغَوْرِ حَاجَة ً، | و أخرى إذا أبصرتُ نجداً بداليا |
نَظَرْتُ برَهْبَى وَالظّعائِنُ باللّوَى ، | فطارتْ برهبي شعبة ٌ منْ فؤاديا |
و ما أبصرَ الناسُ التي وضحتْ لهُ | وراءَ خفافِ الطيرِ إلاَّ تماديا |
و كائنْ ترى في الحيَّ منْ ذي صداقة ٍ | و غيرانَ يدعو ويلهُ منْ حذاريا |
خَليليّ! لَوْلا أنْ تُظُنّا بيَ الهَوَى ، | لقلتُ سمعنا منْ عقيلة َ داعيا |
قفا فاسمعا صوتَ المنادى لعلهُ | قريبٌ وما دانيتُ بالودَّ دانيا |
إذا ما جعلتَ السيَّ بيني وبينها | وَحَرّة َ لَيْلى ، وَالعَقيقَ اليَمَانِيَا |
رغبتُ إلى ذي العرشِ مولى محمدٍ | ليجمعَ شعباً أوْ يقربَ نائيا |
أذا العَرْشِ! إني لستُ ما عشتُ تارِكاً | طِلابَ سُليمى ، فاقضِ ما كنتَ قاضِيَا |
وَلَوْ أنّها شاءتْ شَفَتني بِهَيّنٍ، | و إنْ كانَ قد أعيا الطبيبَ المداويا |
سَأتْرُكُ للزّوّارِ هِنداً وأبْتَغي | طبيباً فيبغيني شفاءً لمابيا |
فإنّكَ إنْ تُعْطَي قَليلاً، فَطَالَمَا | منعتِ وحلأتِ القولبَ الصواديا |
دُنُوَّ عِتَاقِ الخَيْلِ للزّجْرِ، بَعدَمَا | شَمَسْنَ وَوَلّينَ الخُدودَ العَوَاصِيَا |
إذا اكتَحَلَتْ عَيني بعَينِكِ مسّني | بخيرِ وجلى غمرة ً عنْ فؤاديا |
و يأمرني العذالُ أنْ أغلبَ الهوى | وَأنْ أكْتُمَ الوَجدَ الذي ليسَ خافِيَا |
فَيا حَسَرَاتَ القَلبِ في إثْرِ مَن يُرَى | قَرِيباً، وَيُلْفَى خَيرُهُ منكَ نَائِيَا |
تُعَيّرُني الإخلافَ لَيلى ، وَأفْضَلَتْ | على َ وصلِ ليلى قوة ٌ منْ حباليا |
فَقُولا لِوَادِيهَا، الذي نَزَلَتْ به: | أوَادي ذي القَيصُومِ أمرَعتَ وَادِيَا |
فَقَدْ خِفتُ ألاّ تَجْمَعَ الدّارُ بَينَنا، | وَلا الدّهرُ إلاّ أنْ تُجِدّ الأمَانِيَا |
ألاَ طرقتْ شعثاءُ والليلُ مظلمٌ | أحمَّ عمانياً وأشعثَ ماضيا |
لدى قطرياتٍ إذا ما تغولتْ | |
تخطى الينا منْ بعيدٍ خيالها | يَخوضُ خُدارِيّاً منَ اللّيلِ داجِيَا |
فحييتُ منْ سارٍ تكلفَ موهناً | مزاراً على ذي حاجة ٍ متراخيا |
يقولُ ليَ الأصحابُ هل أنتَ لاحقٌ | بأهلكَ إنَّ الزاهرية َ لا هيا |
لحقتُ وأصحابي على كلَّ حرة ٍ | |
و أدنينَ منْ خلجِ البرينِ الذفاريا | |
إذا بَلّغَتْ رَحْلي رَجِيعٌ أمَلّهَا | نزولي بالموماة ِ ثمَّ ارتحاليا |
مخفقة ٌ يجري على الهولِ ركبها | عجالاً بها ما ينظرونَ التواليا |
يخالُ بها ميتُ الشخاصِ كأنهُ | قَذَى عَرَقٍ يَضْحى به الماءُ طامِيَا |
لشقَّ على ذي الحلمِ أنْ يتبعَ الهوى | وَيَرْجو منَ الأقصَى الذي ليس لاقِيَا |
وَإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشتَرَكُ الغِنى ، | سرِيعٌ، إذا لم أرْضَ دارِي، احتِمالِيَا |
إذا ما جعلتُ السيفَ منْ عنْ شماليا | |
وَإنّي لأسَتَحيِيكَ، وَالخَرْقُ بَينَنا، | منَ الأرضِ أن تلقى أخاليَ قاليا |
و قائلة ٍ والدمعُ يحدرُ كحلها | أبعدَ جريرٍ تكرمونَ المواليا |
فردى جمالَ البينِ ثمَّ تحملي | فَما لكِ فيهِمْ مِنَ مَقامٍ، وَلا لِيَا |
تعرّضْتُ، فاستمرَرْتَ من دونِ حاجتي، | فَحالَكَ! إنّي مُسّتَمِرٌّ لحَالِيَا |
وَإنّي لمَغْرُورٌ أُعَلَّلُ بِالمُنى ، | لياليَ أرجو أنَّ مالكَ ماليا |
فأنْتَ أبي، ما لمْ تكُنْ ليَ حَاجَة ٌ، | فانْ عرضتْ أيقنتُ أنْ لا أباليا |
بأي نجادٍ تحملُ السيفَ بعدما | قطعتَ القوى منْ محملٍ كانَ باقيا |
بأيَّ سنانٍ تطعنُ القومَ بعدما | نَزَعْتَ سِنَاناً مِنْ قَنَاتِكَ ماضِيَا |
ألمْ أكُ ناراً يصطليها عدوكمْ | وَحِرْزاً لِمَا ألجَأتُمُ مِنْ وَرَائِيَا |
و باسطَ خيرٍ فيكمُ بيمينهِ | و قابضَ سرعنكمُ بشماليا |
وَخَافَا المَنَايَا أنْ تَفُوتَكُما بِيَا | |
أنا ابنُ صريحى خندفٍ غيرَ دعوة ٍ | يكُونُ مكانُ القَلْبِ مِنها مَكانِيَا |
و ليسَ لسيفي في العظامِ بقية ٌ | و للسيفِ أشوى وقعة ً منْ لسانيا |
أبِالمَوْتِ خَشَّتني قُيُونُ مُجاشِعٍ، | وَما زِلْتُ مَجْنِيّاً عَليّ وَجَانِيَا |
و ما مسحتِ عندَ الحفاظُ مجاشعٌ | كريماً ولا منْ غاية ِ المجدِ دانيا |
دعوا المجدَ إلاَّ أنْ تسوقوا كزومكمْ | وَقَيْناً عِرَاقِيّاً، وَقَيْناً يَمَانِيَا |
تَرَاغَيْتُمُ يَوْمَ الزّبَيرِ، كأنّكُمْ | ضِبَاعٌ، بذي قارٍ، تَمَنّى الأمَانِيَا |
و آبَ ابنُ ذيالٍ بأسلابِ جاركمْ | فسميتمُ بعدَ الزبيرِ الزوانيا |