ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا حَيّ بالبُرْدَينِ داراً، وَلا أرَى | كدارٍ بقوٍ لا تحيا رسومها |
لَقَدْ وَكَفَتْ عَيناهُ أنْ ظَلّ وَاقِفاً | عَلى دِمْنَة ٍ، لَمْ يَبْقَ إلاّ رَميمُهَا |
أبينا فلمْ نسمعْ بهندٍ ملامة ً | كمَا لمْ تُطِعْ هِنْدٌ بنا مَنْ يَلومُهَا |
إذا ذُكِرَتْ هِنْدٌ لهُ خَفّ حِلمُهُ، | وَجادتْ دموعُ العينِ سِحّاً سُجومُهَا |
و أتى َ له هندٌ وقدْ حالَ دونها | عُيُونٌ وَأعدداءٌ، كَثِيرٌ رُجُومُهَا |
إذا زُرْتُهَا حَالَ الرّقِيبَانِ دُونَهَا، | و إنْ غبتُ شفَّ النفسَ عنها همومها |
أقُولُ وَقد طامتْ لذِكْرَاكِ لَيلَتي: | أجِدّكَ لا تَسرِي لما بي نُجُومُهَا |
أنا الذائدُ الحامي إذا ما تخمطتْ | عرانينُ يربوعٍ وصالتْ قرومها |
دعو الناسَ إنيَّ سوفَ تنهى َ مخالتي | شَياطِينَ يُرْمَى بالنّحاسِ رَجيمُهَا |
فَا ناصَفَتْنَا في الحِفاظِ مُجَاشِعٌ، | وَلا قايَسَتْ بالمَجْدِ إلاّ نَضِيمُهَا |
و لا نعتصي الأرصى ولكنْ عصينا | رِقاقُ النّوَاحي لا يُبِلّ سَلِيمُهَا |
كسونا ذبابَ السيفِ هامة َ عارضٍ | غَداة َ اللِّوَى وَالخَيلُ تَدمى كُلُومُهَا |
و يومَ عبيدِ اللهِ خضنا براية ٍ | و زافرة ٍ تمتْ إلينا تميمها |
لنا ذادة ٌ عندَ الحفاظِ وفادة ٌ | مقاديمُ لمْ يذهبُ شعاعاً عزيمها |
إذا ركبو المْ ترهبِ الروعَ خيلهمْ | و لكنْ تلاقى البأسَ أنيّ نسيمها |
إذا فزعوا لمْ تعلفِ خيلهمْ | و لكنْ صدورَ الأزأنيَّ نسومها |
عَنِ المِنْبَرِ الشّرْقيّ ذادَتْ رِمَاحُنا، | وَعن حُرْمة ٍ الأرْكَانِ يُرْمى حطيمُهَا |
سعرنا عليكَ الحربَ تغلي قدورها | فَهَلاّ غَدَاة َ الصِّمّتَينِ تُديمُهَا |
تركناكَ لا توفي بزندٍ أجرتهُ | كأنكَ ذاتُ الودعِ أودى بريمها |
لهُ أمُّ سوءٍ ساءَ ما قدمتْ لهُ | إذا فَارِطُ الأحْسَابِ عُدّ قَدِيمُهَا |
وَلَمّا تَغَشّى اللّؤمُ ما حَوْلَ أنْفِهِ | تبوأ في الدارِ التي لا يريمها |
ألمْ ترَ أنيَّ قدْ رميتُ ابنَ فرتنا | بِصَمّاءَ لا يَرْجُوا الحَيَاة َ أمِيمُهَا |
إذا ما هَوَى في صَكّة ٍ وَقَعَتْ بهِ، | أظلتْ حوامي صكة ٍ يستديمها |
رجا العبدِ صلحى بعدما وقعتْ بهِ | ضواعقها ثمَّ استهلتْ غيومها |
لَقَدْ سَرّني لَحْبُ القَوَافي بِأنْفهِ، | وَعَلّبَ جِلْدَ الحاجِبَينِ وُسُومُهَا |
لَقَدْ لاحَ وَسْمٌ مِنْ غَوَاشٍ كأنّها الـ | تجلتْ منْ غيومٍ نجومها |
أتَارِكَة ٌ أكْلَ الخَزِير مُجاشِعٌ، | و قدْ خسَّ إلاَّ في الخزيرِ قسيمها |
سيخزى ويرضى اللقاء ابنُ فرتنا | وَكانَتْ غَداة َ الغِبّ يُوفي غَرِيمُهَا |
إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ، فَعَرّسَتْ | طروقاً وأطرافُ التوادي كرومها |
لَئِنْ رَاهنَتْ عَدْواً عَلَيكَ مُجاشعٌ، | لَقد لَقِيَتْ نَقصاً وَطاشتْ حُلومُهَا |
إذا خِفْتُ مِنْ عَرٍّ قِرافاً شَفَيْتُهُ | بصَادِقَة ِ الإشعالِ بَاقٍ عَصِيمُهَا |
أتشتمُ يربوعاً لأشتمَ مالكاً | وَغَيْرُكَ مَوْلَى مالِكٍ وَصَميمُهَا |
لَهُ فَرَسٌ شَقْرَاءُ لمْ تَلْقَ فَارِساً | كريماً ولمْ تعلقْ عناناً يقيمها |