ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ | أفقْ ربما ينأى هواكَ ويسعفُ |
ظَلِلتَ وَقد خبّرْتَ أن لَستَ جازِعاً | لرَبْعٍ بِسَلْمَانِينَ عَيْنُكَ تَذْرِفُ |
و تزعمُ أنَّ البينَ لا يشعفُ الفتى | بَلى ! مثلَ بيني يَوْمَ لُبنانَ يَشعَفُ |
وَطالَ حِذارِي غُرْبَة َ البَينِ وَالنّوَى | و أحدوثة ٌ منْ كاشحٍ يتقوفُ |
و لة ْ علمتْ علمي أمامة ُ كذبتْ | مَقَالَة َ مَنْ يَنْعى عَليّ، وَيعْنُفُ |
بأهلي أهلُ الدارِ إذْ يسكونها | و جادكِ منْ دارٍ ربيعٌ وصيف |
سَمعتُ الحَمام الوُرْقَ في رَوْنَق الضّحى | بذي السّدرِ مِن وَادي المَرَاضَينِ تهتفُ |
نظرتُ ورائي نظرة ً قادها الهوى | وَألْحي المَهارَى يَوْمَ عُسفانَ ترْجُفُ |
تَرَى العِرْمِسَ الوَجناءَ يَدمى أظَلُّها، | و تحذي نعالاً والمناسمُ رعفَّ |
مددنا لذاتِ البغي حتى َّ تقطعتْ | أزابيها والشدقميُّ المعلفَّ |
ضَرَحْنَ حصَى المَعزَاء حتى عُيُونُها | مُهججة ٌ أبْصَارُهُنّ، وَذُرَّفُ |
كأنَّ ديارا بينَ أسنمة ِ النقا | و بينَ هذاليلِ النحيزة ِ مصحفَ |
فلستُ بناسٍ ما تغنتْ حمامة ٌ | وَلا ما ثوَى بينَ الجَناحَينِ زَفْزَفُ |
دِياراً مِنَ الحيّ الذيِنَ نُحِبّهُمْ | فَما للمَخازِي عَن قُفَيرَة َ مَصرَفُ |
هُمُ الحيّ يرْبُوعٌ تعادى جِيادُهُمْ | على الثّغْرِ وَالكافُونَ ما يُتخوَّفُ |
عليهم منَ الماذي كلُّ مفاضة ٍ | دلاصٍ لهاذيلٌ حصينٌ ورفرفَ |
وَلا يَسْتوِي عَقْرُ الكَزُومِ بَصوْأرٍ، | وَذو التّاجِ تحْتَ الرّاية ِ المُتسَيِّفُ |
و مولى تميمٍ حينَ يأوى إليهمِ | و إنْ كانَ فيهمْ ثروة ُ العزَّ منصفُ |
بني مالكٍ جاءَ القيونُ بمقرفٍ | إلى َ سابقٍ يجري ولا يتكلفُ |
و ما شهدتْ يومَ الايادِ مجاشعٌ | و ذا نجبٍ يومَ الأسنهة ِ ترعفُ |
فوارسنا الحواطُ السرحُ دونهمْ | |
لَقدْ مُدّ للقينِ الرّهانُ فرَدّهُ، | عنِ المَجدِ، عِرْقٌ من قُفَيرَة َ مُقرِفُ |
لحى الله مَنْ ينْبُو الحُسامُ بكفّهِ | و منْ يلجُ الماخورَ في الحجلِ يرسفُ |
ترَفّقْتَ بالكِيرَينِ قينِ مُجاشِعٍ، | و أنتَ بهزَّ المشرفية ِ أعنفُ |
و تنكرُ هزَّ المشرفيَّ يمينهُ | وَيعْرِفُ كفّيْهِ الإناءُ المُكتَّفُ |
وَلوْ كُنتَ مِنّا يا ابنَ شِعرَة َ ما نبا | بكفيكَ مصقولُ الحديدة ِ مرهفُ |
عرفتمْ لنا العزَّ السوابقَ قبلكمْ | وكانَ لقيْنَيكَ السُّكَيتُ المُخَلَّفُ |
أنَا ابنُ سَعدٍ وَعَمروٍ وَمَالِكٍ، | و دفكَ منْ نفاخة ِ الكيرِ أجنفُ |
ألمَ ترَ أنَّ اللهَ أخزى مجاشعاً | إذا ضَمّ أفْوَاجَ الحَجيجِ المُعرَّفُ |
وَيوْمَ مِنى ً نادتْ قُرَيشٌ بغدرِهمْ، | وَيوْمَ الهدايا في المشاعرِ عُكَّفُ |
و يبغضُ سترُ البيتِ آلَ مجاشعٍ | و حجابهُ والعابدُ المتطوفُ |
و كانَ حديثَ الركبِ غدرُ مجاشعٍ | إذا انحدَروا مِنْ نَخلتَينِ وَأوجَفُوا |
و إنَّ الحواريَّ الذي غرَّ حبلكمْ | لَهُ البَدْرُ كابٍ وَالكَوَاكِبُ كُسَّفُ |
و لو في بني سعدٍ نزلتَ لما عصتْ | عَوَانِدُ في جَوْفِ الحَوَارِيّ نُزَّفُ |
نسوراً رأتْ أوصالهُ فهي عكفُ | |
فلستَ بوافٍ بالزبيرْ ورحلهِ | وَلا أنْتَ بالسِّيدانِ بالحَقّ تُنْصِفُ |
بنو منقرٍ جروا فتاة َ مجاشعٍ | و شدَّ ابنُ ذيالٍ وخيلكَ وقفُ |
فَبَاتَتْ تُنَادي غَالِباً، وَكَأنّهَا | على َ الرضفِ منْ جمرِ الكوانينِ ترضفُ |
وَإنّي لَتَبْتَزُّ المُلُوكَ فَوَارِسِي، | |
و همْ كلفوها الرملَ رمل معبرٍ | تقُولُ: أهذا مَشْيُ حُرْدٍ تَلَقُّفُ |
و إني لبتزُّ الملوكَ فوارسي | إذا غَرّهمْ ذو المِرْجلِ المُتَجَخِّفُ |
ألَمْ تَرَ تَيْمٌ كَيفَ يَرْمي مُجاشِعاً | شَديدُ حِبَالِ المِنْجَنيقَينِ مِقذَفُ |
عَجبتُ لصِهرٍ ساقَكُمْ آلَ دِرهَمٍ، | إلى صِهْرِ أقْوَامِ يُلامُ وَيُصْلَفُ |
لئيمانِ هذي يدعيها ابنُ درهمٍ | و هذا ابنُ قينٍ جلدهُ يتوسفَ |
وَحَالَفْتُمُ للّؤمِ، يا آلَ درْهَمٍ، | حلافَ النصارى دينَ منْ يتحنف |
أتمدحُ سعداً حينَ أخزتْ مجاشعاً | عَقِيرَة ُ سَعْدٍ وَالخِباءُ مُكَشَّفُ |
نفاكَ حجيجُ البيتِ عنْ كلَّ مشعرٍ | كما ردُّ ذو النميتينِ المزيفَّ |
وَما زِلْتَ مَوْقُوفاً على بابِ سَوْءة ٍ | و أنتَ بدارِ المخزياتِ موقفُ |
ألؤما وَ إقراراً على كلَّ سوءة ٍ | فما للخازي عنْ قفيرة َ مصرف |
ألمَ ترَ أنَّ النبعَ يصلبُ عودهُ | وَلا يَستَوي، وَالخِرْوعُ المُتَقَصِّفُ |
وَما يَحْمَدُ الأضْياف رِفْدَ مُجاشعٍ | إذا رَوّحَتْ حَنّانَة ُ الرّيحِ حَرْجَفُ |
إذا الشولُ راحتْ والقريعُ أمامها | و هنَّ ئيلاتُ العرائكِ شسف |
و قائلة ٍ ما للفرزدٌ لا يرى | عَلى السّنّ يَستَغني، وَلا يَتَعَفّفُ |
يَقُولُونَ: كَلاّ لَيسَ للقَينِ غالبٌ، | بلى إنَّ ضربَ القينِ بالقينُ يعرفُ |
أخو اللؤمِ ما دامَ الغضا حولَ عجلزٍ | وَمَا دامَ يُسقَى في رَمادانَ أحقَفُ |
إذا ذقتَ مني طعمَ حربٍ مريرة ٍ | عطفتُ عليكَ الحربَ والحربُ تعطفُ |
تَرُوغُ، وَقد أخزَوْكَ في كّل مَوْطنٍ، | كما راغَ قردُ الحرة ِ المتخذفُ |
أتعْدِلْ كَفهاً لا تُرَامُ حُصُونُهُ | بهارِ المراقي جولهُ يتقصف |
تحوطُ تميمٌ منْ يحوطُ حماهمُ | وَيَحْمي تَميماً مَنْ لَهُ ذاكَ يُعرَفُ |
أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ | أنا ابنُ صميمٍ لاَ وشيظٍ تحلفوا |
إذا خطرتْ عمروٌ وورائي وأصبحتْ | قرومُ بني بدرٍ تسامى وتصرف |
و لمْ أنسَ منْ سعدٍ بقصوانَ مشهداً | وَبالأُدَمَى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ |
و سعدٌ اذا صاحَ العدوُّ بسرحهمْ | أبَوْا أنْ يُهَدَّوْا للصّيَاحِ فأزْحَفُوا |
دِيارُبَني سَعْدٍ، وَلا سَعدَ بَعدَهم، | عفتْ غيرَ أنقاءٍ بيبرين تعزف |
إذا نَزَلَتْ أسْلافِ سَعْدٍ بِلادَها، | وَأثقالُ سَعدٍ، ظَلّتِ الأرْضُ تَرْجُفُ |