{ولا تمش في الأرض مرحا}
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾ [الإسراء: 37]إن السعي في الأرض يحتاج إلى قدرات هائلة من المعرفة القوية التي تقيم صلب الإنسان للتوازن المنطقي في مسرح الحياة، فكذلك الأفكار المعرفية في توارد الذهن والعقل واسترسالها تحتاج إلى أن تجد لغةً متوازنةً في ضبط أولها مع تقييد آخرها بدون إرسال في ثنايا العقل المستفاد لتلقِّي الفكرة الواحدة واضحة بدون استرسال إلى مناطق فكرية أخرى انسيابيَّة تمنعك من الفكرة الأولى التي وصلت لمنطقة العقل، ثم رفضها بانسياقه نحو مناطق الأفكار الأخرى دون ضبط في أول ورودها وهو ما يمنع تمخُّضها وولادتها في إنتاج الأفكار البدائية التي تعتبر أهم نقطة في عالم الفكر والمعرفة والريادة الشخصية؛ حيث إن أغلب الأفكار الانسيابية ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾ هي لا فائدة فيها إلا للقارئ في قراءته لأفكار الآخرين.
وقد أثبت العلم توارُد ملايين من الأفكار على منطقة العقل الأولى لاستقبالها؛ ممَّا يعمل في اعتماد أخرى وتهميش الأخيرات في تنظيماته الفسيولوجية ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾؛ وهذا يعني حسب الاستطراد في عالم الأفكار المعرفية للبحوث العلمية أن هناك فكرةً أساسيةً يُعتبَر اعتمادها في الفكر والثقافة هو أصل القانون المهاري لاستقبالها بشكل جيد.
فالفكرة الأساسية إن لم يكن للباحث إدراك ووعي، تلاشت من فكره ومعرفته؛ لانشغاله بأفكار أخرى تواردت على الذهن، فانساق معها حتى نسي فكرتَه الأساس، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾.
فالتراتيب الفكرية للأفكار المعرفية هي توسُّط واعتدال العقل المستفاد في استقبالها وصياغتها على أكمل وجه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾.
وفي الختام أرجو أن أكون قدَّمْتُ فكرًا نيِّرًا ومِصْباحًا مضيئًا في استعراض آية من القرآن الكريم، واستخراج كنوزها في إطار البحث العلمي والابتكار المعرفي، والله الموفِّق.