أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ | وذَلكَ إنْ عَجبتَ هوى ً عَجيبُ |
نأى الحيُّ الذينَ يهيجُ منهمْ | على ما كانَ منْ فزعٍ ركوبُ |
تَبَاعَدُ مِنْ جَوارِي أُمّ قَيْسٍ | و لوْ قدمتُّ ظلَّ لها نجيبُ |
وَأيَّ فَتى ً عَلِمْتِ إذا حَلَلْتُمْ | بأجرازٍ معللها جديبُ |
فإنْ يَنْأَ المَحَلُّ فَقَدْ أراكُمْ | وبَالأجْوَافِ مَنزِلُكُمْ قَرِيبُ |
لَعَلّ الله يُرجِعُكُمْ إلَيْنَا | وَيُفْني مالَكُمْ سَنَة ٌ وذِيبُ |
رأيتكَ يا حكيمُ علاكَ شيبٌ | وَلكنْ ما لحِلْمِكَ لا يَثُوبُ |
و عمرٌ وقد كرهتُ عتابَ عمروٍ | و قد كثرَ المعاتبُ والذنوبُ |
تمنى أنْ أموتَ وأينَ مثلي | لقومكَ حينَ تشعبني شعوبُ |
لقد صدعت صخرة َ منْ رماكم | و قد يرمى بي الحجرُ الصليبُ |
وَقَدْ قَطَعَ الحَديدَ فلا تَمارَوْا | فِرِنْدٌ لا يُفَلّ وَلا يَذُوبُ |
نَسيتُمُ ويْلَ غَيرِكُمْ بَلائي، | لَياليَ لاتَدُرّ لَكُمْ حَلُوبُ |
فانَّ الحيَّ قدْ غضبوا عليكمْ | كما أنا منْ ورائهم غضوبُ |