سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا | وَأمسَى الشَّيبُ قَد وَرِثَ الشّبابَا |
غدتْ هوجُ الرياح مبشراتٍ | إلى بِينٍ نَزَلْتِ بهِ السّحابَا |
لقدْ أقررتِ غيبتنا لواشٍ | و كنا لا نقرُّ لكِ اغتيابا |
أنَاة ٌ لا النَّمُومُ لَهَا خَدينٌ، | و لا تهدى لجارتها السبابا |
تطيبُ الأرضُ إنْ نزلتْ بأرضٍ | و تسقى حينَ تنزلها الربابا |
كأنَّ المسكَ خالطَ طعمَ فيها | بِماءِ المُزْنِ يَطّرِدُ الحَبَابَا |
ألا تَجزينَني، وهُمُومُ نَفْسِي | بذكرِكِ قَدْ أُطيلُ لَها اكْتِئَابَا |
سُقِيتِ الغَيثَ حَيْثُ نأيتِ عَنّا | فما نهوى لغيركم سقابا |
أهذا البخلُ زادكِ نأي دارٍ | فليتَ الحبَّ زادكمُ اقترابا |
لقدْ نامَ الخليُّ وطالَ ليلي | بِحُبّكِ ما أبِيتُ لَهُ انْتِحَابَا |
أرَى الهِجرانَ يُحدِثُ كُلّ يَوْمٍ | لقلبي حينَ أهجركمْ عتابا |
وكائِنْ بالأباطِحِ مِنْ صَديقٍ | يراني لو أصبتُ هوَ المصابا |
وَمَسْرُورٍ بأوْبَتِنَا إلَيْهِ، | و آخرَ لا يحبُّ لنا إيابا |
دعا الحجاجُ مثلَ دعاء نوح | فأسمعَ ذا المعرجِ فاستجابا |
صبرتَ النفسَ يا ابنَ أبي عقيلٍ | محافظة ً فكيفَ ترى الثوابا |
وَلَوْ لم يَرْضَ رَبُّكَ لم يُنَزِّلْ، | معَ النصرِ الملائكة َ الغضابا |
إذا أفْرَى عَنِ الرّئَة ِ الحِجَابَا | رَأى الحَجّاجَ أْثْقَبَها شِهاَبَا |
ترى نصرَ الامام عليكَ حقاً | إذا لبسوا بدينهم ارتيابا |
تشدُّ فلا تكذبُ يومَ زحفٍ | إذا الغمراتُ زَعزَعَتِ العُقَابَا |
عَفاريِتُ العِراقِ شَفَيْتَ مِنهُمْ | فَأمْسَوْا خاضِعِينَ لكَ الرّقَابَا |
و قالوا لن يجامعنا أميرٌ | أقَامَ الحدّ واتّبَعَ الكِتابَا |
إذا أخذوا وكيدهمُ ضعيفٌ | بِبابٍ يَمْكُرُونَ فَتَحتَ بَابَا |
و اشمطَ قدْ ترددَ في عماهُ | جعلتَ لشيبِ لحيتهِ خضابا |
إذا عَلِقَتْ حِبالُكَ حَبْلَ عاصٍ | رأى العاص منَ الأجل اقترابا |
بأنَّ السيفَ ليسَ لهُ مردٌّ | |
كأنك قدْ رأيتَ مقدمات | بصين استانَ قد رفعوا القبابا |
جعلتَ لكلَّ محترس مخوفٍ | صفوفاً دارعينَ به وغابا |