لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ | و صدعَ نية َ الأنسِ الحلالِ |
أمِنْ طَرَبٍ نَظَرْتَ غَداة َ رَهْبَى | لِتَنْظُرَ أيْنَ وُجّهَ بِالجِمَالِ |
وَما كَلّفتَ نَفسَكَ مِنْ صَديقٍ | يميناً ويبخلُ بالنوالِ |
لقدْ تركتْ حوائمَ صادياتٍ | و تمنعُ صفوذي حببٍ زلالِ |
و قالتْ فيمَ أنتَ منَ التصابي | متى عهدُ التشوقِ والدلالِ |
فَما تَرْجُو وَلَيسَ هَوَى الغَوَاني | لأصْحَابِ التّنَحنح، وَالسّعالِ |
دَعيني! إنّ شَيْبَي قَدْ نَهَاني، | وَتَجْرِيبي، وَشَيبيَ، وَاكتِهالي |
رَأتْ مَرَّ السّنينَ أخَذْنَ مني، | كمَا أخَذَ السَّرَارُ مِنَ الهِلالِ |
وَمَنْ يَبْقَى على غَرَضِ المَنَايا، | وَأيّامٍ تَمُرّ مَعَ اللّيَالي |
ألَمّ بِنَا الخَيَالُ بذاتِ عِرْقٍ، | فَحَيّا الله ذَلِكَ مِنْ خَيَالِ |
فانَّ سراكِ تقصرُ عنْ سرانا | و عنْ وخدِ المخدمة ِ العجالِ |
لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقَ إذْ رَمَيْنَا | قوارعُ صدعتْ غرضَ النضالِ |
فإنّ لآخِرِ الشّعَرَاء مِنّي، | كَمَا للأوّلِينَ مِنَ النَّكَالِ |
مواسمَ ما بقيتُ لهمْ وبعدي | مواسمُ عندَ حزرة َ أو بلالِ |
على أنفِ الفرزدقِ لوْ نهاهمْ | جَدِيد مِنْ وُسُوميَ غَيرُ بَالِ |
إذا ماتَ الفَرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ، | كَمَا تَرْمُونَ قَبْرَ أبي رِغَالِ |
و كنتَ إذا اغتربتَ بدارِ قومٍ | لأحسابِ العشيرة ِ شرَّ والي |
تجدعُ ما أقمتَ بها ذليلاً | و تخزي عندَ منزلىة َ الزيالِ |
أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ قَتِيلَ سَعْدٍ، | و جعثنَ إذْ تصرفُ كلَّ حالِ |
و باتَ أبو الفرزدقِ وهوَ يدعو | بدعوى الذلَّ غيرَ نعيمِ بالِ |
لقدْ ضربتْ قفيرة ُ بالخلايا | و حوكِ الدرعِ منْ وبرِ الفصالِ |
تُطيفُ مُجاشعٌ وَبَنو حُمَيْسٍ | بِقَيْنٍ بَيْنَ شَرّ أبٍ وَخَالِ |
قفيرة ُ ساءَ ما كسبتْ بنيها | و ليلى َ القينِ قينِ بني عقالِ |
أتتهمُ بالفرزدقِ أمُّ سوءٍ | لَدى حَوْضِ الحِمارِ على مِثَالِ |
سيخزيكَ الخليفة ُ ثمَّ تخزي | بعزة ِ ذي التكرمِ والجلال |
و تمهرُ ما كدحتَ منَ السؤالِ | |
تَبَدّلْ يا فرَزْدَقُ مِثلَ قَوْمي | بقَوْمِكَ إنْ قَدَرْتَ على البِدالِ |
فإنّ أصْبَحْتَ تَطلُبُ ذاكَ فانقُل | شَماماً وَالمِقَرَّ إلى وِعَالِ |
ليَرُبُوعٍ عَلى النَّخَبَاتِ فَضْلٌ، | كتفضيلِ اليمينِ على َ الشمالِ |
وَيَرْبُوعٌ تذَبِّبُ عَنْ تَمِيمٍ، | وَيَقْصرُ دونَ غَلوهِمُ المُغالي |
ونَازَلْنَا المُلُوكَ بِذاتِ كَهْفٍ، | و قد خضبتْ منَ العلقِ العوالي |
و قدْ ضربَ ابنَ كبشة َ إذْ لحقنا | حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوَالي |
الفوالي مكارمُ لستَ مدركهمَّ حتى | تزيلَ الراسياتِ منَ الجبالِ |
خذوا كحلاً ومجمرة ً وعطراً | فلستمْ يا فرزدقُ بالرجالِ |
و شموا ريح عيبتكم فلستمْ | يا فرزدقُ بالرجالِ |
و شموا ريح عيبتكمْ فلستمْ | بأصْحابِ العِنَاقِ وَلا النّزَالِ |
بلاءُ بني قباقبٍ كانَ خزياً | و عاراً كلما ذكرَ التبالي |
صفقتمْ للبزاة ِ حبارياتٍ | فأخزى الخنثيينِ مني الضلالِ |
و كنتَ إذا لقيتَ بني هلالٍ | و كعباًة الفوارسَ منْ هلالِ |
تقَرْقِرُ يا فَرَزْدَقُ إذْ فَزِعْتُمْ | خزيراً باتَ في أدرٍ ثقالِ |
و عبسٌ بالثنيىة ِ يومَ عمروٍ | سَقَوْهُ ذَوَاعِفَ الأسَلِ النِّهَالِ |
وَمَعبدُكُمْ دَعا عُدَسَ بنَ زَيدٍ | فأسْلِمَ للكُبُولُ بِشَرّ حَالِ |
و كنتَ غذا لقيتَ بني نميرٍ | لقيتَ الموتَ أقتمَ ذا ظلالِ |
كَأنّكُم بِأمعَزِ وَارِداتٍ، | نعامُ الصيفِ زفَّ معَ الرئالِ |
فأرْسِلْ في الضِئيينَ مجَاشِعِيّاً، | أزَبّ المِنْخَرَينِ، أبَا رِخَالِ |