شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي، | وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ |
وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى | سواكِ، وإن قالوا: بلى ، سيلينُ |
فَقَدْ بَانَ أَيَّام الصِّبَا ثُمَّ لَمْ يَكَدْ، | مِنَ الدَّهْرِ، شَيْءٌ، بَعْدَهُنَّ، يَلينُ |
ولمّا علونَ اللابتينِ، تشوفت | قلوبٌ إلى وادي القُرى ، وعيونُ |
كأنّ دموعَ العينِ، يومَ تحملتْ | بُثينة ُ، يسقِيها الرِّشاشَ مَعِينُ |
ظعائِنُ، ما في قُرْبهنّ لذي هوًى | من الناس ، إلا شقوة ٌ وفنونُ |
وواكلنهُ والهمَّ، ثمّ تركنه، | وفي القلبِ ، من وجد بهنّ ، حنين |
ورُحنَ، وقد أودَعنَ قلبي أمانة ً | لبثينة َ: سرٌّ في الفؤاد ، كمينُ |
كسِرّ النّدى ، لم يعلم الناسُ أنّه | ثَوَى في قَرَارِ الأرضِ وهو دَفين |
إذا جاوزَ الاثنينِ سرٌّ، فإنه، | بنَثٍّ وإفشاءِ الحديثِ، قَمِين |
تُشيِّبُ رَوعاتُ الفِراق مفَارقي، | وأنشَزنَ نفسي فوقَ حيثُ تكون |
فوا حسرَتا! إنْ حِيلَ بيني وبينها، | ويا حينَ نفسي، كيف فيكِ تحينُ! |
وإني لأستغشي، وما بيَ نَعسة ٌ | لعلّ لِقاءً، في المنام، يكون |
فإن دامَ هذا الصّرمُ منكِ، فإنني | لأغبرها، في الجانبينَ، رهينُ |
يقولون: ما أبلاكَ، والمالُ عامرٌ | عليك، وضاحي الجلد منك كنِين |
فقلت لهم: لا تَعذُلوني، وانظُروا | إلى النازِعِ المقصورِ كيف يكونُ |