وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ، | وشرٌّ الناسِ ذو العللِ البخيلُ |
ففاتيني إلى حكمٍ منَ أهلي | وأهلكَ، لا يحيفَ ولا يميلُ |
فقالت: أبتغي حَكَماً مِنَ اهلي؟ | ولا يدري بنا الواشي المَحُول |
فولّينا الحكومة َ ذا سُجوفٍ، | أخاً دنيا، لهُ طرفٌ كليلُ |
فقلنا: ما قضيتَ به رَضينا، | وأنتَ بما قضيتَ بهِ كفيلُ |
قضاؤكَ نافذٌ، فاحكُم علينا، | بما تهوى ، ورأيكَ لا يفيلُ |
وقلتُ له: قتلتُ بغيرِ جرمٍ، | وغبَّ الظلمّ مرتعهُ وبيلُ |
فسَلْ هذي: متى تَقضي ديوني، | وهل يَقضِيكَ ذو العِلَلِ المَطول؟ |
فقالت: إنّ ذا كَذِبٌ وبُطْلٌ، | وشرّ، من خُصومته، طويل |
أأقتُلهُ؟ وما لي من سِلاحٍ، | وما بي لو أقاتلهُ، حويلُ |
ولم آخُذْ له مالاً، فيُلفَى | له دينٌ عليّ، كما يقولُ |
وعند أميرنا حكمٌ وعدلٌ، | ورأيٌ، بعد ذلكمُ، أصيلُ |
فقال أميرنا: هاتوا شهوداً، | فقلتُ: شهيدُنا الملِكُ الجليل |
فقال: يمينها، وبذاكَ أقضي، | وكلُّ قضائهِ حسنٌ جميلُ |
فبتُ حلفة ٍ، ما لي لديها | نقيرٌ، أدعيهِ، ولا فتيلُ |
فقلتُ لها وقد غلبَ التعزي: | أما يقضى لنا، يابثنَ، سولُ |
فقالت ثمّ زجّت حاجبيها: | أطلتَ ولستَ في شيءٍ تطيلُ |
فلا يَجِدَنّكَ الأعداءُ عندي، | فَتَثْكَلَني وإيّاكَ الثَّكُول! |