ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها | بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟ |
سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً | صدورُ المطايا، وهيَ موقرة ُ تخدي |
وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها، | من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي |
وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً، | لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ |
وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا | بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي |
فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها | فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي |
وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ | وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ |
إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ | جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ |
أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ | سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي |
تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا، | ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ |
فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً، | وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد |
ولكنّه باقٍ على كلّ حالة ٍ، | وزائِرُنا في ظُلمة ِ القبرِ واللحد |
وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ | ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ |
ولا وجدَ العذريّ عروة ُ، إذ قضى | كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي |
على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحة ً، | وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد |
يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها، | إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقة ِ الجلدِ |
وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها، | كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنة ِ الخلدِ |
لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابة ٍ، | حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي |
وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ | ببَثنة َ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟ |
فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى | عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟ |
فإن كان رُشداً حبُّها أو غَواية ً، | فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ |
لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا، | وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد |
فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها | ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي |
وما زادها الواشونَ إلاّ كرامة ً | عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي |
أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم | كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي |
وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما | لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي |
يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن | بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد |
أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً | وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد |