كأني لم أبثكُما دخيلي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كأني لم أبثكُما دخيلي | ولم تَرَيَا وُلُوعي مِنْ ذُهُولي |
وتَرْكِي مُقْلَتِي تَحْمَى وتَدْمَى | فتدمعُ في الحقوق وفي الفضولِ |
كِلاني إِنَّ راحاتي تَأتَّتْ | لقلبي في البكاءِ وفي العويلِ |
وبالإِسْكَنْدَرِيَّة ِ رَسْمُ دارٍ | عفتْ فعفوتُ من صبري وحولي |
ذَكَرْتُ بهِ وفيهِ مُنْسِياتي | عزايَ مسعراتِ لظى غليلي |
وما زالتْ تجدُّ أسى ً وشوقاً | له وعليه إخلاقُ الطلولِ |
فقدتُكَ منْ زمانٍ كلَّ فقدٍ | وغالتْ حادثاتِكَ كلُّ غولِ |
محتْ نكباتُهُ سبلَ المعاني | وأطفأَ ليلُه سرجَ العقولِ |
فما حِيَلُ الأَرِيبِ بِمُدْرِكاتٍ | عجائبهُ ولا فكرُ الأصيلِ |
فلَوْ نُشِرَ الخَلِيلُ لَهُ لَعَفَّتْ | رزاياهُ على فطنِ الخليلِ ! |
أعياشُ ارعَ أوْ لا ترعَ حقي | وصلْ أو لا تصلْ أبداً وسيلي |
أراكَ، ومنْ أراكَ الغيَّ رشداً، | ستلبسُ حلتيْ قالٍ وقيلِ |
ملاحمُ من لبابِ الشعرِ تنسي | قِرَاة أَبِيكَ كُتْبَ أَبي قَبيلِ |
أمثلكُ يرتجى لولا تنائي | أموري والتياثي في حويلي ؟! |
تَوهُّمُ آجِلِ الطَّمَعِ المُفِيتي | تيقنُ عاجلِ اليأسِ المنيلِ |
رجاءٌ حَلَّ مِنْ عَرَصَاتٍ قَلْبي | محلَّ البخلِ من قلبِ البخيلِ |
ورأيٌ هزَّ حسنَ الظنِّ حتى | جرى ماءَاهُ في عرضي وطولي |
فأَجْدَى مَوْقِفِي بَنَدَاكَ جَدْوَى | وقُوفِ الصَب بالطَّلَلِ المُحيلِ |
وأَعكفتُ المُنَى في ذَاتِ صَدْرِي | عكوفَ اللحظِ في الخدِّ الأسيلِ |
وكنتُ أَعَزُّ عِزّاً مِنْ قَنوعٍ | تعوَّضَه صفوحٌ عنْ جهولِ |
فَصِرْت أَذَلَّ مِنْ مَعْنى ً دَقيقٍ | بهِ فَقْرٌ إِلى ذِهْنٍ جَليلِ |
فما أدري عمايَ عن ارتيادي | دَهاني أَمْ عَمَاكَ عنِ الجَميلِ |
متى طابتْ جنى ً وزكتْ فروعٌ | إِذا كانَتْ خَبِيثَاتِ الأُصُولِ ! |
ندبتكَ للجزيلِ وأنتَ لغوٌ | ظلمتُكَ لستَ من أهلِ الجزيلِ ! |
كِلا أَبَوَيْكَ مِنْ يَمَنٍ ولكنْ | كِلا أَبَوَيْ نَوَالِكَ مِنْ سَلُولِ! |
رويدكَ إنَّ جهلكَ سوفَ يجلُو | لكَ الظَّلْمَاءَ عن خِزْي طَوِيلِ |
وأقللْ إنَّ كيدكَ حين تصلى | بِنِيراني أَقلُّ مِنَ القَلِيلِ |
مرارات المقامِ عليكَ تعفو | وتَذْهَبُ في حَلاواتِ الرَّحِيلِ |
سأَظعنُ عالِماً أَنْ ليسَ بُرْءٌ | لسقمي كالوسيجِ وكالذميلِ |
ولَوْ كانَتْ يَمِينُكَ أَلفَ بَحْرٍ | يَفِيضُ لِكُل بَحْرٍ أَلْفُ نيلِ |