قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ | ورضت حاليَّ في جورٍ ومقتصدِ |
فما فَتحتُ فمي إلاَّ كعَمتُ فمِي | ولا مددتُ يدي إلا رددتُ يدي ! |
لا ذَنْبَ لي غيرَ ما سَيَّرتُ مِنْ غُرَر | شرقاً وغرباً وما أحكمتُ من عقدي |
نشرٌ يسيرُ به شعرُ يهذبُه | فكرٌ يجولُ مجالَ الروحِ في الجسدِ |
ساعاتُ شُكْر غَذاهُنَّ البَقَاءُ بهِ | فهنَّ أطول أعماراً منَ الأبدِ ! |
إذا دُجاها أحاطَتْ بي أحطتُ بها | قلباً متى أسرِ في مصباحهِ يقدِ |
حَضْرمتُ دَهرِي وأشكالي لكم وبكمْ | حتَّى بَقِيتُ كأني لَسْتُ مِنْ أُدَدِ |
ثمّ أطرحتمْ قراباتي وآصرتي | حتى توهَّمتُ أني من بني أسدِ ! |
ثمّ انصرفتُ إلى نفسي لأظأرَها | على سواكم فلم تهششْ إلى أحدِ |
ومدحُ منْ ليسَ أهلِ المدحِ أحسبُه | عضواً تفضلَ من قلبي ومن كبدي |
قومٌ إذا أعينُ الآمال جثنهمُ | رجعنَ مكتحلاتٍ عائرَ الرمدِ ! |
فطلعة ُ الشعرِ أقلى في عيونهمِ | وفي صُدُرِهِمِ مِنْ طَلْعة ِ الأَسَدِ |
ما إنْ ترى غيرَ منشورٍ على قدمٍ | في الناطِقينَ وَمَطْويٍّ على حسَدِ |
قُلْ قَولة ً فَيْصَلاً تَمضِي حُكومتُها | في المنعِ إنْ عنَّ لي منعٌ أو الصفدِ |
يحصنْ بها سندي أو يمتنعْ عضدي | أو يدنُ لي أمدي أوْ يعتدلْ أودي |
أو التي طالما أفضتْ وعورتُها | مِنَ الأمورِإلى مِنهاجِها الجَددِ |
إنْ كُنتَ في المَطْل ذا صَبْر وذا جَلَدٍ | فلَسْتُ في الذَّمِ ذا صَبْرٍ وذا جَلَدِ! |
فَقُلْ وَرَاءكِ في سُحقٍ وفي بُعُدٍ | فإنَّني فيكَ أهلُ السُّحق والبُعُدِ |