صحبي قفوا مليتكمْ صحبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صحبي قفوا مليتكمْ صحبا | فاقضُوا لنا مِنْ رَبْعِها نَحْبَا |
دارٌ كأَنَّ يَدَ الزَّمانِ بأَنـ | ـواعِ البِلَى نَشَرَتْ بِها كُتْبَا |
أينَ الأولى ؟ كانوا بعقوتها | والدَّهْرُ يَسْكُبَ ماءَ هُ سَكْبَا؟ |
إذْ فيهِ كلُّ خريدة ٍ فنقٍ | عُذِرَ الفتى إِنْ هَامَ أَو حَبَّا |
فرَغَ الوشاحُ بِها وقد مَلأَتْ | منها الشوى الخلخالُ والقلْبا |
وإِذَا تَهادَتْ خِلْتَها غُصُناً | لدْناً تلاعبُه الصبا رطبا |
نصبتْ له البلوى منعَّمة ً | جُعلتْ لناظرِ عينهِ نصبا |
قصدتْ له قبلَ الفراقِ فما | أبقَتْ له كَبِداً ولا قَلْبَا |
قُلْ لِلجُلُودي الذي يَدُه | ذَهبتْ بمالِ جُنُودِهِ شَعْبَا |
اللهُ أعطاكَ الهزيمة َ إذْ | جذبتكَ أسبابُ الردى جذْبا |
لاقَيْتَ أَبطالاً تحُثُّ إِلى | ضَنْكِ المَقامِ شَوازِباً قُبَّا |
فنَزلتَ بينَ ظُهُورِهمْ أشِراً | فقروكَ ثمَّ الطعنَ والضربَا |
ضيفاً ولكنْ لا أقولُ له | أهلاً بمثواهُ ولا رحبا |
في حيثُ تَلْقَى الرُّمْحَ يَشرعُ في | نطف الكلى والمرهفَ الغضبا |
والخَيْلُ سانحة ٌ وبَارِحَة ٌ | والمَوْتُ يَغشَى الشَّرْقَ والغَرْبَا |
والبيضُ تلمعُ في أكفِّهمِ | رَأْدَ الضُّحَى فَتخالُها شُهْبَا |
ثمَّ انثنتْ عيناكَ قدْ رأتا | أَمْراً فأَودَعَتِ الحشَا رُعْبَا |
وشغِلْتَ عن دَبْغِ الجُلودِ بما | نَشَرَ البلاءَ وجَلَّلَ الخَطْبَا |
وَافَتْكَ خَيْلٌ لو صَبَرْتَ لها | لنهبنَ روحكَ في الوغا نهبا |
هيهاتَ لمَّا أنْ بصرتَ بهمْ | أغشوكَ ثوبَ الجهدِ والكربَا |
وحَسِبْتهُمْ أُسْداً أساوِدَ أَو | إبلاً تصولُ قرومُها جربَا |
منْ حيِّ عدنانٍ وأخوتِهمْ | قحطَانَ لا مِيلاً ولا نُكْبَا |
ورَأَيتَ مَرْكبَ ما أَرَدْتَ بهم | صعباً ومغمزَ عودهمْ صلبا |
ورميتَ طرفَكَ ناظراً فرأى | في كلِّ أرضٍ موقداً حربا |
وعُصِمْتَ باللّيلِ البَهيمِ وقَدْ | ألقى عليكَ ظلامُه حُجبا |
فسريتَ تغشى البيدَ مجتزعاً | بالعِيسِ مِنها الحَزْمَ والسَّهْبَا |
وتركتَ جندكَ للقنا جزراً | والبيضُ تجذبُ هامَهمْ جذبَا |
قَتْلاً وأَسْراً في الحديدِ معاً | يَتَوقَّعُونَ القَتْلَ والصَّلْبَا |
فأشكرْ أياديَ ليلة ٍ سمحتْ | لكَ بالبقاءِ وركبَها ركبا |
بَلْ لا تُؤَدّي شُكْرَها أَبَداً | حتى تصيرها لكمْ ربَّا |