خذي عبراتِ عينكِ عنْ زماعي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خذي عبراتِ عينكِ عنْ زماعي | وصُونِي ما أَزَلْتِ مِن القِناعِ |
أقِلي قَدْ أضَاقَ بُكاكِ ذَرْعِي | وما ضَاقَتْ بنازِلة ٍ ذِرَاعي |
أآلفة َ النحيبِ كم افتراقٍ | أَظَلَّ فكانَ داعِية َ اجْتماعِ! |
وليستْ فرحة ُ الأوباتِ إلا | لَمَوْقُوفٍ على تَرَحِ الودَاعِ |
تَوَجَّعُ أَنْ رَأَتْ جِسْمِي نَحِيفاً | كأنَّ المجدَ يدركُ بالصراعِ |
فَتَى النَّكَبَاتِ مَنْ يَأوِي إذا ما | قطفنَ بهِ إلى خلقٍ وساعِ |
يُثِيرُ عَجاجَة ً في كُل ثَغْرٍ | يَهيمُ بهِ عَدِيُّ بن الرقَاعِ |
أبنَّ معَ السباعِ القفر حتى | لخالتهُ السباعُ منَ السباعِ |
فَلَب الْحَزْمَ إِنْ حَاوَلْتَ يَوْماً | بأنْ تسطيعَ غيرَ المستطاعِ |
فلَمْ تَرْحَلْ كناجِية المَهَارِي | ولم تركبْ همومكَ كالزماعِ |
بِمَهْدِي بنِ أَصْرَمَ عَادَ عُودي | إلى إِيراقِهِ وامتَدَّ بَاعِي |
أطالَ يدي على الأيام حتى | جزيتُ صروفها صاعاً بصاعِ |
إِذَا أَكْدَتْ سَوَامُ الشعْرِ أَضْحَتْ | عَطَايَاه وهُنَّ لَها مَرَاعي |
رياضٌ لا يشذُّ العرفُ عنها | ولا تَخْلُو منَ الهِمَم الرتاعِ |
سعى فاستنزلَ الشرفَ اقتداراً | ولَوْلاَ السَّعْيُ لم تَكُن المسَاعي |
أمهدياً لحييتِ على نوالٍ | لقدْ حكتِ الملامَ لغيرِ واعِ |
أَرَدْتِ بحَيْثُ لاتُعصَى المعَالي | بأَن يُعْصَى النَّدَى وبأَنْ تُطَاعِي |
عَميدُ الغَوْثِ إِنْ نُوَبُ اللَّيَالي | سطتْ وقريعها عندَ القراعِ |
كَثيراً ما تُشوقُه العَوالي | وهمتهُ إلى العلقِ المتاعِ |
كأَنَّ به غَدَاة َ الروعِ وِرْداً | وقَدْ وُصِفَتْ له نَفْسُ الشَّجَاعِ |
لَحُسْنُ الموتِ في كَرَمٍ وتَقْوَى | أَحَبُّ إليهِ مِنْ حُسْنِ الدفاعِ |
ونَغْمَة ُ مُعْتَفٍ يَرْجُوه أَحْلى | على أُذْنَيْهِ مِنْ نَغَم السَّماعِ |
جعَلْتَ الْجُودَ لأْلاءَ المسَاعي | وهلْ شمسٌ تكونَ بلا شعاعِ |
وما في الأَرْضِ أعْصَى لامتناع | يَسُوقُ الذَّمَّ مِنْ جُودٍ مُطَاعِ |
ولم يَحفَظْ مُضَاعَ المَجْدِ شيءٌ | منَ الأشياءَ كالمالِ المضاعِ |
رَعاكَ اللَّه للمعْرُوف إني | أراكَ لسرحِ مالكَ غيرَ راعي |
فما في الأرضِ مِنْ شَرَفٍ يَفاعٍ | سُبِقتَ بهِ ولا خُلُقٍ يَفاعِ |
لعزمكَ مثلُ عزمِ السيلِ شدتْ | قُوَاهُ بالمذَانِبِ والتلاعِ |
ورأْيُكَ مثْلُ رَأْيِ السَّيْفِ صَحَّتْ | مَشُورَة ُ حَدهِ عِنْدَ المِصَاعِ |
فلو صَوَّرْتَ نَفْسَك لم تَزِدْها | على ما فيكَ من كرمِ الطباعِ |