أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم | ومهما يدمْ فالوجدُ ليس بدائمِ |
أمالكُ إفراطُ الصبابة ِ تاركٌ | جناً واعوجاجاً في قناة ِ المكارمِ |
تأمَّلْ رويداً هلْ تعُدَّنَّ سالماً | إلى آدمٍ أَمْ هَلْ تَعُدُّ ابنَ سَالِمِ |
مَتَى تَرْعَ هذا الموتَ عَيْناً بَصِيرَة ً | تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ |
وإِن تَكُ مَفجُوعاً بأَبيضَ لم يَكُنْ | يَشُدَّ على جَداوهُ عقْدَ التَّمائِمِ |
بِفَارِسِ دُعْمِي وهَضْبَة ِ وائِلٍ | وكوكبِ عتابٍ وجمرة هاشمِ |
شَجَا الريحَ فازدَادَتْ حَنيناً لِفَقْدِهِ | وأحدثَ شجواً في بكاءِ الحمائمِ |
فمنْ قبلهِ ما قدْ أصيبَ نبينا | أبو القاسمِ النورُ المبينُ بقاسمِ |
وقَالَ عليٌّ في التَّعازِي لأِشعَثٍ | وخافَ عليْهِ بَعْضَ تلكَ المآثِمِ |
وللطرفاتِ يومَ صفينَ لم يمتْ | خُفَاتاً ولا حُزناً عُدِيُّ بن حاتِمِ |
خلْقنا رجالاً للتصبُّر والأسى | وتلكَ الغواني للبُكا والمآتمِ |
وأيُّ فتًى في الناس أَحرَضُ من فَتًى | غدا في حفاراتِ الدموعِ السواجمِ |
وهَلْ من حَكيمٍ ضَيَّعَ الصَّبرَ بعدَمَا | رَأَى الحُكَمَاءُ الصَّبْرَ ضَربَة َ لازِمِ! |
ولم يَحْمدُوا مِنْ عالِمٍ غَيْر عامِلِ | خلافاً ولا من عامل غير عالِمِ |
رأوا طُرقات العجز عوجاً قطيعة ً | وأقطَعُ عَجْزٍ عِندَهم عَجْزُ حازمِ |
فلا بَرِحَتْ تَسْطُو رَبيعة ُ مِنكُمُ | بأرقمَ عطافٍ وراءَ الأراقمِ |
فأنتَ وصنواكَ النصيرانِ إخوة ٌ | خلقتمٍ سعوطاً للأنوفِ الرواغمِ |
ثلاثة ُ أركانٍ وما أنهدَّ سؤددُ | إذا ثبتتْ فيهِ ثلاثُ دعائمِ |