مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ | وإِنْ مَحَضَ الإعراضَ لي منكِ ماحِضُ |
رَعَتْ طَرْفَها في هَامَة ٍ قد تَنكَّرَتْ | وصوحَ منها نبتها وهوَ بارضُ |
فصدتْ وعاضتهُ أسى ً وصبابة ٍ | وما عائِضُ منْها وإنْ جَلَّ عائِضُ |
فما صقلَ السيفُ اليماني لمشهدٍ | كما صُقِلتْ بالأمسِ تلْكَ العَوارضُ |
ولا كشفَ الليلَ النهارُ وقدْ بدا | كما كشفتْ تلكَ الشؤونَ الغوامضُ |
ولاعمِلَتْ خَرْقَاءُ أوْهَتْ شَعِيبَها | كما عملتْ تلكَ الدموعُ الفوائضُ |
وأُخْرَى لَحَتْني حينَ لم أمْنَعِ النَّوَى | قِيادِي ولم يَنقُضْ زَماعِيَ ناقِضُ |
أرادَتْ بأنْ يَحْوِي الرَّغيباتِ وَادِع | وَهَل يَفْرُس اللَّيْثُ الطُّلَى وهْوَ رابِضُ |
هيَ الْحُرَّة الوَجْنَاءُ وابنُ مُلَمَّة ٍ | وجأشُ على ما يحدثُ الدهرُ خافضٌ |
إذا ما رأتهُ العيسُ ظلتْ كأنما | عليْها مِنَ الوِرْدِ اليَمامي نافِضُ |
إليكَ سَرَى بالمَدْحِ قَوْمٌ كأنَّهُمْ | على المييسِ حياتُ اللصابِ النضانضُ |
مُعِيدينَ وِرْدَ الْحَوْضِ قد هَدَّمَ البِلَى | نَصائِبه وانَمَحَّ مِنْه المَراكِضُ |
نَشيمُ بُرُوقاً مِنْ نَداك كأنَّها | وقَدْ لاَحَ أُولاها عُروقٌ نَوابِضُ |
فَما زلْنَ يَسْتشْرينَ حتَّى كأنَّما | على أُفُقِ الدُّنيا سُيُوفٌ رَوَامِضُ |
فلمْ تنصرمْ إلاَّ وفي كلِّ وهدة ٍ | ونشزٍ لها وادٍ منَ العرفِ فائضُ |
أخا الحربِ كم ألحقتها وهي حائلٌ | وأخرتها عن وقتها وهيَ ماخضُ |
إذا عرضٌ رعديدٍ تدنسَ في الوغى | فسَيْفُكَ في الهَيْجا لِعرْضِكَ رَاحِضُ |
إذَا كانت الأنفاسُ جَمْراً لَدَى الوَغَى | وضَاقَتْ ثِيابُ القَوْمِ وهْيَ فَضافِضُ |
بحيثُ القلوبُ الساكناتُ خوافقٌ | ومَاءُ الوُجُوهِ الأَرْيَحِيَّاتِ غائِضُ |
فأنتَ الذي تستيقظُ الحربُ باسمهِ | إذَا جَاضَ عَنْ حد الأسِنَّة ِ جَائِضُ |
إذَا قَبَضَ النَّقْعُ العُيونَ سما لَهُ | هُمامٌ على جَمْرِ الحَفيظة ِ قابِضُ |
وقَدْ عَلِمَ الْحَزْمُ الَّذي أنتَ رَبُّهُ | بأنْ لا يعي العظمُ الذي أنتَ هائضُ |
وقد عَلِمَ القِرْنُ المُسَاميكَ أنَّهُ | سَيَغْرَقُ في البَحْر الذي أنتَ خائِضُ |
كما علمَ المستشعرونَ بأنهمْ | بطَاءٌ عن الشعْر الّذي أنا قارضُ |
كأني دينارٌ ينادي ألا فتى | يُبَارزُ إذْ نادَيْتُ مَنْ ذَا يُعارِضُ |
فلا تنكروا ذلَّ القوافي فقدْ رأى | محرمها أني لها الدهرَ رائضُ |