أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أفنى وليلي ليسَ يفنى آخرهُ | هاتا مواردهُ فأينَ مصادرهُ؟ |
نامتْ عيونُ الشامتينَ تيقناً | أنْ ليسَ يَهْجَعُ والهُمومُ تسامِرُهْ |
أَسرَ الفِراقُ عَزاءَهُ وَنأى الّذي | قدْ كانَ يستحييهِ إذْ يستاسرهُ |
لا شيءَ ضائرُ عاشقٍ، فإذا نأى | عَنْه الْحَبيبُ فَكُلُّ شيءٍ ضَائِرُهْ |
يا أيهاذا السائلي أنا شارحٌ | لكَ غائبي حتى َّ كأنكَ حاضرهُ |
إني ونصراً والرضا بجوارهِ | كالبَحْرِ لا يَبْغي سِوَاهُ مُجَاوِرُهْ |
ما إنْ يَخافُ الخَذْلَ من أيَّامِهِ | أحدٌ تيقنَ أنَّ نصراً ناصرهُ |
يَفْدِي أبَا العبّاسِ مَن لم يَفْدِهِ | مِنْ لائِميهِ جِذْمُهُ وعَنَاصِرُهْ |
مسْتَنِفرٌ للمَادِحينَ، كأنَّما | آتيهِ يمدحهُ أتاهٌ يفاخرهُ |
ماذا ترى فيمنْ رآكَ لمدحهِ | أهلاً وصارتْ في يديكِ مصايرهُ |
قَدْ كابَرَ الأحْدَاثَ حتَّى كَذَّبَتْ | عَنْهُ ولكنَّ القَضَاءَ يُكابِرُهْ |
مُرْ دَهْرَهُ بالكَف عَنْ جَنَبَاتِه | فالدَّهْرُ يَفْعَلُ صاغِراً ما تأمُرُهْ |
لاتَنْسَ مَنْ لم يَنْسَ مدْحَك والمُنَى | تحتَ الدجى يزعمنَ أنكَ ذاكرهُ |
أُبْكُرْ فَقَدْ بَكَرتْ عليْكَ بِمَدْحِهِ | غررُ القصائدِ خيرُ أمرٍ باكرهُ |
لاقاكَ أولهُ بأولِ شعرهِ | فأهِبْ بأوَّلِهِ يَكُنْ لكَ آخِرُهْ |
لاشَيءَ أَحْسَنُ مِنْ ثَنائيَ سَائراً | ونداكَ في أفقِ البلادِ يسايرهُ |
وإذا الفتى المأْمُولُ أنجَحَ عَقْلَهُ | في نَفْسِهِ وَنَداهُ أنجَحَ شَاعِرُهْ |