عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ | لما ترنمَ والغصونُ تميدُ |
ساقٌ على ساقٍ دعا قمرية ً | فدعَتْ تُقاسِمُهُ الهَوَى وتَصيدُ |
إلفانِ في ظلِّ الغصونِ تألفا | والتَفَّ بَينَهُما هَوى مَعْقُودُ |
يتطعمانِ بريقِ هذا هذهِ | مجعاً وذاكَ بريقِ تلكَ معيدُ |
يا طائرانِ تمتعا هنيتما | وعِمَا الصَّباحَ فإنني مَجْهودُ |
آهٍ لوَقعِ البيْيِ يابنَ مُحمَّدٍ | بَينُ المحب على المحب شديدُ |
أَبْكي وقَدْ سَمَتِ البُروقَ مُضيئَة ً | مِنْ كل أقْطار السَّماءِ رُعودُ |
واهتزَّ رَيْعانُ الشَّبَابِ فأشرقَت | لِتهلُّلِ الشَّجرِ القُرَى والبيدُ |
وَمضَتْ طَواوِيسُ العِراقِ فأَشْرَقَتْ | أَذْنابُ مُشرقَة ٍ وهُنّ حُفودُ |
يرفلنَ أمثالَ العذارى طوفاً | حولَ الدوارِ وقدْ تجانى العيدُ |
إني سأنثرُ منْ لساني لؤلؤاً | يَرِدُ العِراقَ نِظَامُه مَعْقودُ |
حتى يحلَّ منَ المهلبِ منزلاً | للمجدِ في غرفاتهِ تشييدُ |
رَفعَ الخلافَة َ راية ً فتقاصَرتْ | عنها الرجالُ وحازها داودُ |
السَّيدُ العَتَكيُّ غَيْرَ مُدافَعٍ | إِذْ ليْسَ سُؤدُدُ سيدٍ مَوْجُودُ |
نقرتُ باسمكَ في الظلامِ مسدراً | داودُ إنك في الفعالِ حميدُ |
قَدْ قِيلَ : أَيْنَ تُريدُ، قُلْتُ : أخا النَّدَى | وأبا سليمانُ الأغرُ أريدُ |
فافْتَحْ بجُودِكَ قفْلَ دَهْري إنَّهُ | قُفْلٌ وجُودُ يَديْكَ لي إقليدُ |
فالجودُ حيَّ ما حييتَ وإنْ تمتْ | غاضَتْ مَناهِلُه وماتَ الجُودُ |