أرشيف المقالات

أثر الابتسامة والكلمة الطيبة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
أثر الابتسامة والكلمة الطيبة

كما أنَّ لون الذهب الأصفر يمنح النفس تأثيرًا إيجابيًّا، فإن للابتسامة أيضًا والكلمة الطيبة تأثيرًا باهرًا على النفس الإنسانية؛ فحينما ترى شخصًا مبتسمًا تبتسم رُوحك معه، وتشعُر بسعادة نقية تُهدَى إليك، وحينما ترى شخصًا عابسًا إمَّا أنْ يتسلَّل إليك بعضٌ من هذه الكآبة، أو أن تنفر وتبتعد هاربًا منه قبل أن تقترب منك طاقتُه السلبية؛ حفاظًا على نفسيَّتِك.

فهل هذه الكآبة وما يُصاحبها من أثر سلبي، هذا يليق بك يا قطعة الذهب؟!
ارسم ابتساماتك على وجهك الجميل في كل حين؛ ليزداد جمالًا، ابعث في كل من ينظر إليك البهجة والراحة والعفوية.

ربما تتساءل متعجِّبًا: كيف لابتسامتي أنْ تفعل هذا؟!
ستفعل ابتسامتك هذا وأكثر في الآخرين مثلما تفعل ابتسامة أحبابك معك، إنَّ للابتسامة قوة عجيبةً على دفع كل ما يُحزن الفؤاد، فكن كذلك لكل مَنْ يراك؛ فلولا أثر الابتسامة الرائع على الأرواح، ما كانت تعدل الصَّدَقة في ديننا.
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أخِيكَ لَكَ صَدَقَة))؛ صحيح الترمذي.

أما عن الكلمة الطيبة، فلها كذلك نفس الأثر ونفس القدر في ديننا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الكلمة الطيبة صَدَقة))؛ صحيح ابن حبان.

فلا تدري ماذا تُحدث كلماتك التي تُلقيها داخل النفوس، إنْ كانت سهامًا فتجرح وتُدمي، وإنْ كانت عطرًا فلن تترك وراءها غير كل جميل.
 
كلمات يسيرة قادرة على نزع جذور الحزن من القلب وتطييب جراحه، كلمة واحدة قادرة على أن تجعل السعادة تسكن القلب.
 
فإنما القلب كالورقة، يطير فَرِحًا بهمسات خفيفة، ويخرقه أقل خدش؛ فانتبهوا لِمَا يخرج من ألسنتكم؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ فأحسِن وحسِّن ألفاظَكَ وحروفك لعلَّكَ تُجزى عن الإحسان بالإحسان ممَّن يحب المحسنين.
 
انتبه لكلماتك ولا تُخرج من فمِكَ رصاصات قاتلة؛ فالرصاصات لا تليق بمؤمن ذهبيِّ المعدن؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ المؤمِنُ بِطَعَّانٍ وَلا بلَعَّانٍ وَلا بالفاحِش البَذِيء))؛ إسناد أحمد.

فاحذر لِمَا يلوِّث فمك، ولا تجعله سوى مخرج للخير دائمًا.

ألهِمُوا بكلماتكم، شجِّعوا، عاوِنُوا، سانِدُوا، أسعِدُوا، ولا تَحقروا من المعروف شيئًا؛ فبدايتي مع كتابة هذا الكتاب كانت بسبب كلمات جميلة خرَجت من مُعلِّمتي الجميلة التي كانت تُشجِّعني على إخراج موهبتي للنور، وبفضل الله ثم كلماتها انطلقت في كتابته، ولم أكن أتخيَّل ذات يوم أن أكتب جُمَلًا يسيرة منه!

لا تستصغروا كلمة لطيفة أو ابتسامة رقيقة، فأنتم مصدر لإلهام شخص ما، ومصدر إيجابيَّة لكل الناس، كما يفعل لون الذهب وأكثر.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١