يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى | واهْتَزَّ رَوْضُكِ في الثَّرَى فَتَرَأَّدَا |
وكسيتُ منْ خلعِ الحيا مستأسداً | أُنُفاً يُغَادِرُ وَحْشُهُ مُسْتَأْسِدا |
طللٌ عكفتُ عليهِ أسألهُ إلى | أَنْ كادَ يُصْبِحُ رَبْعُهُ لِيَ مَسْجِدا |
وظللتُ أنشدهُ وانشدُ أهلهُ | والحزنُ خدني ناشداً أو منشدا |
سَقْياً لِمَعْهَدِكَ الَّذي لَو لَم يَكُنْ | ما كان قلبي للصبابة ِ معهدا |
لمْ يُعْطِ نَازِلَة َ الْهَوَى حَق الْهَوَى | دَنِفٌ أَطَاف بهِ الْهَوَى فَتَجَلَّدا |
صبٌّ تواعدتَ الهمومُ فؤادهُ | إنْ أَنتمُ أَخلَفتُمُوهُ مَوْعِدَا |
لمْ تنكرينَ معَ الفراقِ تبلدي | وبَرَاعَة ُ الْمُشْتَاقِ أنْ يَتَبَلَّدَا |
ياصَاحِبي بِدِمشقَ لَسْتَ بِصَاحِبي | إن لم تمهدْ للهمومِ ممهدا |
أَدْنِ الْمُعَبَّدَة َ السنَادَ وأَنْئِها | بالسَّيْرِ ما دَامَ الطريقُ مُعَبَّدَا |
وإلى بَنِي عَبدِ الكَريم تَوَاهَقت | رَتْكَ النَّعَامِ رَأى الظَّلاَمَ فخَوَّدَا |
كمْ أنجموا قمراً حمى بفعالهِ | قَمَراً ومَكْرُمَة ً تُنَاغِي الفَرْقَدَا |
متهللاً في الروعِ منهلاً إذا | ما زندَ اللحزُ الشحيحُ وصردا |
منْ كانَ أحمدَ مرتعاً أو ذمة ً | فاللهِ أحمدُ ثمَّ أحمدُ أحمدا |
أَضْحَى عَدُوّاً للصَّديقِ إذَا غَدَا | في الحمدِ يعذلهُ صديقاً للعدا |
أفنيتُ منهُ الشعرَ في متمدحِ | قَدْ سَادَ حَتَّى كادَ يُفني السُّؤْدُدَا |
عَضْبُ العَزِيمة ِ في المَكارِم لَمْ يَدَعْ | في يومهِ شرفاً يطالبهُ غدا |
بَرَّزْتَ في طَلَبِ المَعَالي وَاحِداً | فيهَا تَسِيرُ مُغَوراً أَومُنْجِدَا |
عجباً بأنكَ سالمٌ منْ وحشِة | في غَايَة ٍ ما زِلْتَ فيها مُفْردَا |
وأنا الفِدَاءُ إذَا الرماحُ تَشَاجَرتْ | لكَ والرماحُ منَ الرماحِ لكَ الفدا |
وَسَلِمْتَ، أنَّا لا تَزَالُ سِوالِماً | آمَالُنَا بِكَ مَا سَلِمْتَ من الرَّدَى |
كمْ جئتَ في الهيجا بيومٍ أبيضٍ | والحَرْبُ قد جَاءَتْ بِيَوْمٍ أَسْوَدَا |
أقدمتْ، لمْ تركَ الحمية ِ مصدراً | عنها ولمْ يرَ فيكِ قرنكَ موردا |
لم تغْمِدِ السَّيْف الّذي قُلدْتَهُ | حتى َّ تمنى َّ نصلهُ أنْ يغمدا |
هيهاتَ لا ينأى الفخارُ وإنْ نأى | عَنْ طَالِب كانتْ مَطِيَّتُه النَّدَى |
أَنَّى يَفُوتُكَ مَا طَلَبْتَ وإنَّما | وطَرَاكَ أن تُعْطِي الجَزِيلَ وتُحْمَدَا |
لَمَّا زَهِدْتَ زَهِدْتَ في جَمْع الغِنَى | ولقَدْ رَغِبْتَ فكُنتَ فيه أَزْهَدَا |
فالمالُ أن ملتَ ليسَ بسالمٍ | مِنْ بَطْشِ جُودِكَ مُصْلِحاً أَومُفْسِدَا |
ولأنتَ أكرمُ منْ نوالكَ محتدا | ونداكَ أكرمُ منْ عدوكَ محتدا |
لاتَعْدِمَنَّكَ طَيءٌ فَلَقَلَّمَا | عّدِمَتْ عَشِيرتُكَ الجَوَادَ السَّيدَا |