هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ | فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ |
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه | فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ |
وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ | دَمْعاً ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد |
أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي | سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ |
لاتَبْعَدَنْ أَبَداً ولا تَبْعُدْ فما | أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ |
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا | نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ |
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا | عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ |
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا | أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ |
لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ | للأَشْقَرِ الجَعْدِي أو للذَّائذِ |
أوْ قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ | منْ لَفْظكَ اشتُقَّتْ بَلاغَة ُ خالدِ |
أو كنتُ يَوْماً بالنُّجوم مُصَدقاً | لَزَعَمْتُ أنَّكَ أنتَ بِكْرُ عُطارِدِ |
صعبٌ فإنْ سومحتَ كنتَ مسامحاً | سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ |
ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً | بَيْضاءَ حَلَّتْ في سَواد الحَاسدِ |
وَمَوَدَّة ً، لا زَهَّدَتْ في رَاغبٍ، | يوماً، ولا هي رغبتْ في زاهدِ |
غَنَّاءُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أنْ يَغْتَدي | في رَوْضها الرَّاعي أمامَ الرَّائد |
ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤْدُدٍ | إلاَّ وأَنْتَ علَيْه أَعْدَلُ شاهد |