نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ | والدَّمْعُ يَحْمِلُ بَعْضَ ثِقْل المُغْرَمِ |
وَصَلَتْ دُمُوعاً بالنَّجيعِ فخَدُّها | في مثل حاشية ِ الرداءِ المعلمِ |
وَلِهَتْ فأَظْلَمَ كلُّ شَيءٍ دُونَها | وأنارَ مِنها كلُّ شَيءٍ مَظْلِمِ |
وكأنَّ عَبْرَتَها عَشِيَّة وَدَّعَتْ | مهراقة ٌ منْ ماءِ وجهي أو دمي |
ضعفتْ جوارحُ مَنْ أذاقتهُ النوى | طَعْمَ الفِراقِ فذَمَّ طَعْمَ العَلْقَمِ |
هي ميتة ٌ إلا سلامة َ أهلهِا | مِنْ خَلَّتَيْن: مِنَ الثَّرَى والمَاتَمِ |
إنْ شئتَ أنْ يسودَّ ظنُّكَ كلُّه | فأجلْهُ في هذا السوادِ الأعظمِ |
ليسَ الصَّديقُ بمَنْ يُعِيرُكَ ظاهِراً | متبسماً عنْ باطنٍ متجهِّمِ |
فليبلغِ الفتيانَ عني مالكا | إني متى يتثلموا أتهدمِ |
ولتعلم الأيامُ أني فتُّها | بأبي الحسين محمدِ بن الهيثمِ |
بأَغَرَّ لَيْسَ بتَوْأَمٍ ويَمينُه | تَغْدُو وَتَطْرُقُ بالنَّوال التَّوْأَمِ |
قد قُلتُ للمغترِّ منهُ بصفحهِ | وأخُو الكَرَى لَو لَمْ يَنَمْ لم يَحْلمِ |
لا يلحمنكَهُ تحلُّمُهُ فقدْ | يودي بكَ الوادي وليسَ بمفعمِ |
حَدَتِ الوُفُودُ إلى الجَزيرة ِ عِيسَها | منْ منجدٍ بمحلهِ أو متهمِ |
فكأَنَّما لَوْلا المَنَاسِكُ أُشركَتْ | ساحاتُها أو أوثرتْ بالموسمِ |
وكأنَّهُ منْ مدحهمْ في روضة ٍ | وكأنَّهم من سيبهِ في مقسمِ |
كَلِفٌ برَب المَجْدِ يَزعُمُ أَنَّه | لمْ يبتدأ عُرفٌ إذا لم يتممِ |
نَظَمَتْ لَهُ خَرَزَ المَدِيحِ مَكَارمٌ | يَنْفثْنَ في عُقَدِ اللسَانِ المُفْحَمِ |
في قلهِ كثرُ السماك وإنْ غدا | هطِلاً وعَفْوُ يَدَيْهِ جُهدُ المِرْزمِ |
خَدَمَ العُلى فخَدَمْنَه وهْيَ التي | لاتَخْدُمُ الأقوامَ مالَمْ تُخْدَمِ |
وإذا انْتَمَى في قُلَّة ٍ مِنْ سُؤْدَدٍ | قالتْ له الأخرى بلغتَ تقدَّمِ |
ما ضرَّ أروعَ يرتقي في همة ٍ | عَليَاءَ ألاَّ يَرْتَقي في سُلَّمِ |
يأبى لعرضكَ أنْ يغادرَ عُرضة ً | ماحَوْلَه مِنْ مالِكِ المسْتَلْحَمِ |
إِنَّ التَّلاَدَ على نَفَاسة ِ قَدْرِه | لا يرغمُ الأزماتِ ما لمْ يرغمِ |
لا يُستطالُ على الخطوبِ ولا تُرى | أُكْرُومَة ٌ نِصْفاً إذا لَمْ يُظلَمِ |
وصَنِيعة ٍ لَكَ ثَيبٍ أهدَيْتَها | وهْيَ الكَعَابُ لِعَائذٍ بكَ مُصْرمِ |
حَلَّت مَحلَّ البكرِ مِنْ مُعْطى ً وقَدْ | زُقَّتْ مِنَ المُعطى زِفَافَ الأَيمِ |
ليزدكَ وجداً بالسماحة ِ ما ترى | مِنْ كِيمَياءِ المَجْدِ تَغْنَ وتَغنَمِ |
إِنَّ الثَّنَاءَ يَسِيرُ عَرْضاً في الوَرَى | ومَحَلُّهُ في الطُّولِ فَوقَ الأنْجُمِ |
وإذا المواهبُ أظلمت ألبستها | بشراً كبارقة الحسامِ المخذمِ |
أعطَيْتَ ما لَمْ تُعْطِهِ ولوِ انقَضَى | حُسْنُ اللقَاءِ حَرَمْتَ مالم تَحْرمِ |
لَقُدِدْتَ مِنْ شِيَمٍ كأَنَّ سُيُورَها | يُقْدَدْنَ مِنْ شِيَمِ السحاب المُرْزِمِ |
لو قلتُ حصلَ بعضها أو كلُّها | في حاتِمٍ لَدُعِيتُ دَافِعَ مَغرَمِ |
شهرتْ فما تنفكُّ توقعُ باسمها | من قبلِ معناها بعدمِ المُعدمِ |
إِنَّ القَصَائِدَ يَمَّمَتكَ شَوَارداً | فتحرَّمَتْ بنداكَ قبلَ تحرُّمي |
ما عرَّستْ حتى أتاكَ بفارسٍ | ريعانُها والغزوُ قبلَ المغنمِ |
فجَعلتُ قَيمَها الضَّمِيرَ ومُكنَت | منه فصارتْ قيماً للقيمِ |
خُذْها فما زَالَتْ على استقلالِها | مشغولة ً بمثقفٍ ومقوِّمِ |
تذرُ الفتيَّ من الرجاءِ وراءَها | وترودُ في كنف الرجاء القشعمِ |
زهراءَ أحلى في الفؤادِ من المنى | وأَلذَّ مِنْ رِيقِ الأَحبَّة ِ في الفَمِ |