أرشيف المقالات

مطبوعات دار الكتب المصرية

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
للأستاذ محمد بك كرد علي أصدرت دار الكتب المصرية الجزء الخامس من (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) لجمال الدين أبي المحاسن يوسف ابن تغري بردى الأتابكي في سنة 467 صفحة كبيرة، مشفوعاً بفهرس الولاة الذين تولوا مصر من سنة 428هـ إلى سنة 566هـ، وفهرس الأعلام، وفهرس الأمم والقبائل والبطون والعشائر والأرهاط، وفهرس أسماء البلاد والجبال والأودية والأنهار وغير ذلك.
وفهرس وفاء النيل من سنة 428 إلى 566 وهي الأعوام التي استغرق هذا الجزء الكلام عليها.
وأصدرت أيضاً الجزء الثاني من (الجامع لأحكام القرآن) لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي الأندلسي المتوفى بمنية ابن خُصَيب في الصعيد الأدنى سنة 617هـ، وهو تفسير جليل (أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن، واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ).
وقد جاء الجزء الأول في 396 صفحة والثاني في 436، مصححاً بمعرفة الأستاذ السيد محمد الببلاوي مراقب إحياء الآداب العربية. والدار آخذة في إتمام طبع كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصبهاني، وقد أنجزت إلى الآن جزأه السابع.
و (نهاية الأرب في فنون الأدب) للنويري، وقد أتمت طبع السفر الحادي عشر منه.
وانتهت منذ مدة من طبع (صبح الأعشى) للقلقشندي في أربعة عشر مجلداً، ولا ينقصه إلا الفهارس التي تحلى بها كل من النجوم الزاهرة والأغاني ونهاية الأرب.
وأتمت طبع (عيون الأخبار) لأبن قتيبة، في أربعة مجلدات، ويحمل الرابع منها الفهارس المنوعة.
وطبعت ديوان مهيار الديلمي في أربعة مجلدات، وديوان صرَّدُرّ، وديوان نابغة بني شيبان، وديوان علم الدين أيدمر المحيوي، وديوان جران العود النميري، إلى غير ذلك مما أحيته في عهدها الأخير على نفقتها وبعناية رجالها.
كما طبعت في خمسة مجلدات قائمة الكتب العربية المطبوعة والمخطوطة التي دخلت الدار وكانت طبعت طائفة من الكتب الجليلة، منها (الطراز) لأمير المؤمنين يحيى بن حمزة العلوي اليمني في ثلاث مجلدات، و (الاعتصام) للشاطبي في ثلاث مجلدات، و (الأحكام) للآمدي في أربعة مجلدات وغير ذلك.
جرى طبع هذه الكتب بإشرافها قبل أن تنشئ الغن المتقنة، وكانت طبعت في دور آخر من أدوارها الماضية تاريخ مصر لأبن إياس في ثلاثة مجلدات مع الفهارس، و (التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية) لأبن جيعان، و (تاريخ الفيوم وبلادها) للنابلسي الصفدي و (الانتصار لواسطة عقد الأمصار) لابن دقماق وغيرها. هذا عمل دار الكتب اليوم وأمس، ورأيت بعض الغيورين على العلم ينتقدون عليها بطأها في إخراج الكتب للناس، وما عمل هذه الدار بما تنشر من الأسفار الممتعة إلا عمل علمي محض يراد منه إحياء ما قد يتعذر على الأفراد إحياؤه من الأمهات العربية، على غاية من العناية بالتصحيح، مع معارضة النسخ المختلفة بعضها ببعض، والتعليق على محال الإشكال من النسخ الأصلية المعتمدة، وشرح ما يجب شرحه من المشكلات اللغوية والأدبية والتاريخية والجغرافية وغيرها، وهو عمل شاق لا يدرك مبلغ خطورته إلا من عاناه؛ فقد يتوقف الناشر في صفحة محيت بعض كلماتها، أو طمست بعض سطورها أياماً كثيرة ويتقاضاه إثبات الرواية الصحيحة أوقاتاً، لو كان له أن يصفها كما يشاء لكتب رسالة مطولة في فن من الفنون.
فإحياء كتاب من هذا الطراز، فيه ما فيه من الغموض واللبس أصعب من تأليف كتاب، ذلك لأن مصححه مقيداً بالنص ومقيد بالرسم والخط ومقيداً بالأمانة، ليس له أن يبدل على هواه كلمة بكلمة، ولو رأى ما ذهب إلى ذهنه أحق بالاتباع والإثبات.
ولو كان عمل الدار تجارياً لأخرجت كل شهر بضعة مجلدات، ولكن ماذا تكون قيمتها العلمية؟. أما من يتبجحون بأن بعض منشورات الدار لا تخلو، مع هذه الغاية البالغة، من أغلاط وتهاون، فجوابنا لهم أن يتفضلوا وينشروا لنا رسالة صغيرة للقدماء، في مثل هذه الصورة اللائقة التي تصدر بها مطبوعات دار الكتب، وعندئذ يحكم العارفون لهم أو عليهم.
والدعوى الطويلة العريضة في خلوة غير العمل السديد، والنقد سهل والصعوبة في الإبداع. وأي خدمة أعظم من الخدمات التي تقوم بها دار الكتب المصرية للآداب العربية، وكثير مما طبعته مَعْلمات أو إنسيكلوبيذيات في الأدب والإنشاء والعلوم.
فالشكر للأستاذ المربي محمد أسعد بك برادة مدير دار الكتب على عنايته بالدقيق والجليل في ديوانه، ولإخوانه ومعاونيه الأساتذة المحققون: السيد محمد الببلاوي، وزكي العدوي، والشيخ محمد عبد الرسول، والشيخ أحمد الزين وغيرهم من الناظرين في الكتب.
والشكر الكثير لمجلس دار الكتب الذي ما برح يقرر نشر كل مفيد من آثار السلف. محمد كرد علي

شارك الخبر

المرئيات-١