عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما | وأنْ تعتبَ الأيامُ فيهمْ فربَّما |
لهمْ منزلٌ قد كان بالبيض كالمها | فَصِيحُ المَغَاني ثُمَّ أصبحَ أعجمَا |
ورَدَّ عُيُونَ النَّاظِرينَ مُهَانَة ً | وقد كانَ مما يرجعُ الطرفُ مكرما |
تبَدَّلَ غاشِيهِ بريمٍ مُسَلمٍ | تردى رداءَ الحسن طيفاً مسلِّما |
ومن وشي خد لم ينمنمْ فرندُه | معالمَ يذكرنَ الكتابَ المنمنا |
وبالحلْي إِنْ قَامَتْ تَرَنَّمَ فَوْقَها | حَماماً إذا لاقى حَمَاماً تَرَنَّما |
وبالخَدْلة ِ السَّاقِ المُخَدَّمة ِ الشَّوَى | قَلائِصَ يَتْبَعْنَ العَبنَّى المُخَدَّما |
سَوَارٍ إذا قاتَلْنَ مُمْتَنِعَ الفَلا | جَعَلْنَ الشَّعَارَيْنِ الجَدِيلَ وشَدْقَما |
إلى حائِطِ الثَّغْرِ الذي يُورِدُ القَنَا | من الثغرة ِ الريا القليبَ المهدَّما |
بسابغ معروف الأمير محمدٍ | حدا هجماتِ المال منْ كانَ مصرِما |
وحطَّ الندى في الصامتينَ رحلَه | وكانَ زَمَاناً في عَدِي بن أخْزَما |
يرَى العَلْقَمَ المَأْدُومَ بالعِز أريَة ً | يمانِيَة ً والأريَ بالضَّيْم عَلقَمَا |
إذا فرشوهُ النصفَ ماتتْ شذاتُه | وإن رتُعوا في ظُلْمِهِ كانَ أظلَما |
لقَدْ أصبحَ الثُّغْرَان في الدَّينِ بَعْدَما | رأوا سرعان الذلِّ فذاً وتوءمَا |
وكنتَ لِنَاشيهمْ أَباً ولِكَهْلِهِم | أخاً ولذي التقويس والكبرة آبنما |
ومَنْ كان بالبيض الكواعِب مُغْرَماً | فمَا زلْتَ بالبيض القَواضِب مُغْرما |
ومنْ تيمت سمرُ الحسان وأدمُها | فمَا زلْتَ بالسُّمْر العَوالي مُتَيَّمَا |
جدعتَ لهمْ أنفَ الضلال بوقعة ٍ | تَخَرَّمتَ في غَمَّائِها مَنْ تَخرَّمَا |
لئنْ كانَ أمسى في عقرقسَ أجدَعا | لمنْ قبلُ ما أمسى بميمذ أخرما |
ثَلِمْتَهُمُ بالمشْرَفي وقلَّما | تثلَمَ عزُّ القومِ إلا تهدَّما |
قطعتَ بنانَ الكفرِ منهمْ بميمذٍ | وأتبعتها بالرومِ كفاً ومعصما |
وكم جَبلٍ بالبذ مِنْهُمْ هدَدْتَه | وغاوٍ غوى حلَّمْتَه لو تحلَّما! |
ومُقْتَبَلٍ حَلَّتْ سُيُوفُكَ رَأْسَهُ | ثغاماً ولولا وقعُها كانَ عظلما |
فلمَّا أَبَت أحكَامَه الشيْبَة ُ اغتَدَى | قناكَ لما قدْ ضيعَ الشيبُ محكما |
إذا كنت للألوى الأصمِّ مُقوماً | فأوردْ وريديهِ الأصمَّ المقوَّما |
ولما التقى البشرانِ أنقعَ بشرُنا | لِبشْرِهِمِ حَوْضاً مَنَ الصَّبْرِ مُفْعَما |
وسَاعدَه تحتَ البَياتِ فَوارسٌ | تخالُهمُ في فحمة ِ الليلِ أنجُما |
وقد نثرتهُمْ روعة ٌ ثمَّ أحدقوا | به مثلما ألفتَ عقداً مُنظَّما |
بسافِر حُر الوَجْهِ لَوْ رَامَ سوْءَة ً | لَكانَ بجلباتِ الدُّجَى مُتَلثَّما |
مثلتَ له تحتَ الظلامِ بصورة ٍ | على البعدِ أقنتهُ الحياءَ فصمَّما |
كَيُوسُفَ لَمَّا أَنْ رَأَى أَمْرَ رَبه | وقدْ همَّ أن يعروريَ الذنبَ أحجمَا |
وقدْ قالَ إما أن أغادرَ بعدَها | عظيماً وإما أن أغادرَ أعظُما |
ونعمَ الصريخُ المستجاشُ محمدٌ | إذا حَنَّ نَوْءٌ لِلمَنايا وأرزَما |
أشاحَ بفتيان الصباحِ فأكرهُوا | صدورَ القنا الخطيِّ حتى تحطما |
هو افترع الفتحَ الذي سارَ معرِقاً | وأنجَدَ في عُلو البلادِ وأتْهَمَا |
لَهُ وقْعة ٌ كانتْ سَدى ً فأنَرْتَها | بأخرى وخيرُ النصرِ ما كانَ مُلحَمَا |
هُما طرفَا الدهر الذي كان عهدُنا | باوَّلهِ غُفْلاً فَقد صَارَ مُعْلَما |
لقَدْ أذكرَانا بأْسَ عَمْروٍ ومُسْهرٍ | وَما كانَ مِنْ إسْفِنْدِيَاذَ ورُسْتَما |
رأَى الرُّومُ صُبْحاً أنَّها هيَ إذْ رَأَوْا | غَداة َ التَقَى الزَّحْفَانِ انَّهما هَما |
هزبرا غريفٍ شدَّ منْ أبهريهما | ومتنيهما قربُ المزعفرِ منهما |
فأُعطِيتَ يَوْماً لَو تَمَنَّيْتَ مِثْلَه | لأعجَزَ رَيْعَانَ المُنى والتَّوهُّما |
لحقتهما في ساعة ٍ لو تأخرتْ | لقدْ زجرَ الإسلامُ طائرَ أشأما |
فلَوْ صَحَّ قَوْلُ الجَعْفَريَّة ِ في الذي | تنصُّ من الإلهامِ خلناك مُلهما |
فإِنْ يَكُ نْصرَانِيّاً النَّهْرُ آلِسٌ | فقَدْ وَجَدُوا وَادِي عَقَرْقُسَ مُسْلِما |
به سبتوا في السبتِ بالبيض والقنا | سُبَاتاً ثَوَوْا مِنه إلى الْحَشْرِ نُوَّما |
فلوْ لمْ يقصرْ بالعروبة ِ لم يزلْ | لنَا عُمُرَ الأيامِ عِيداً ومَوْسِما |
وما ذكر الدهرُ العبوسُ بأنَّه | له ابنٌ كيومِ السبتِ إلا تبسما |
ولَمْ يَبْقَ في أرضِ البقلاَّر طائرٌ | ولا سَبُعٌ إِلاَّ وقَدْ بَاتَ مُولِما |
ولا رَفَعُوا في ذلكَ اليَوْم إِثْلباً | ولا حَجَراً إلاَّ رأَوْا تَحْتَه دمَا |
رُمُوا بابن حَرْب سَلَّ فيهمْ سُيُوفَه | فكانت لنا عرساً وللشركِ مأتما |
أَفَظُّ بَني حَوّاءَ قَلْباً عليهمِ | ولم يقسُ منه القلبُ إلا ليرحما |
إذا أجرموا قنا القنا من دمائهم | وإن لمْ يجدْ جُرما عليهم تجرَّما |
هوَ الليثُ ليثُ الغابِ بأساً ونجدة ً | وإِنْ كان أحْيَا مِنْه وَجْهاً وأكرَمَا |
أشدُّ ازدلافاً بينَ درعينِ مُقبلاً | وأحسنُ وجهاً بين بردينِ مُحرما |
جَديرٌ إذا ما الْخَطْبُ طَالَ فلَمْ تُنَلْ | ذؤابته أنْ يجعل السيفَ سُلما |
كَريمٌ إذا زُرْنَاهُ لَمْ يقتَصِرْ بنا | على الكرمِ المولودِ أو يتكرَّمَا |
تَجَشَّمَ حَمْلَ الفَادِحَاتِ وقَلَّما | أقيمتْ صدور المجدِ إلا تجشما |
وكنتُ أخَا الإعدَامِ لَسْنَا لِعَلَّة ٍ | فكم بكَ بعدَ العُدمِ أغنيتُ معدِما |
وإذْ أَنَا مَمْنُونٌ عليَّ ومُنْعَمٌ | فأصبحتُ من خضراءِ نعماكَ منعما |
ومنْ خدمَ الأقوامَ يرجُوا نوالهمْ | فإنِّي لمْ أخدمكَ إلا لأخدَما! |