أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً | ورمَّ بالصبرِ عقلاً كانَ مألوسا |
سَرَى رِدَاءَ الهَوَى في حِينِ جِدَّتِهِ | واهاً لهُ منهُ مسروراً وملبوسا! |
لو تَشْهَدِينَ أُقاسِي الدَّمْعَ مُنْهَمِراً | واللَّيْلَ مُرْتَتِجَ الأبوابِ مَطْمُوسَا |
إستنبتَ القلبُ منْ لوعاته شجراً | منَ الهمومِ فأجنتهُ الوساويسا |
أهْلَ الفَرادِيسِ لَمْ أُعْدِدْ لِذِكْركُمُ | إلا رَعَى وَسَقَى اللَّه الفَرادِيسَا |
إذْ لا نعطلُ منها منظراً أنقاً | ومربعاً بمها اللذاتِ مأنوسا |
قَدْ قُلْتُ لمَّا اطلَخَمَّ الأَمْرُ وانْبَعَثَتْ | عَشواءُ تَالِية ً غُبْساً دَهارِيسَا |
لي حرمة ٌ بكَ أمسى حقُّ نازلها | وَقْفاً عليكِ- فدَتكَ النَّفْسُ- مَحْبُوسَا |
كمْ دعوة ٍ لي إذا مكروهة ٌ نزلتْ | واسْتَفْحَلَ الْخَطْبُ يا عَيَّاشُ ياعِيسَى |
للَّهِ أفعَالُ عَيَّاشٍ وشِيمَتُهُ | يَزدْنَهُ كَرَماً إنْ سَاسَ أو سيسَا |
ما شاهدَ اللبسَ إلاَّ كانَ متضحاً | ولانَأَى الحَقَّ إلا كانَ مَلْبُوسَا |
فاضتْ سحائبُ منْ نعمائهِ فطمتْ | نُعْمَاهُ بالبُؤْسِ حتَّى اجتثَّتِ البُوسَا |
يحرسنَ بالبذلِ عرضاً ما يزالُ من ال | آفاتِ بالنفحاتِ الغرِّ محروسا |
فرعٌ سما في سماءِ العزِّ متخذاً | أصلاً ثوى في قرارِ المجدِ مغروسا |
لَيْثٌ تَرَى كُلَّ يَوْمٍ تَحْتَ كَلْكَلِهِ | لَيْثاً من الإنْسِ جَهْمَ الوَجْهِ مَفْرُوسَا |
أهيسُ أليسُ مشاءٌ إلى هممٍ | تُغَرقُ العيس في آذِيها الليسَا |
نافسَ أهلَ العلى فاحتازَ عقلهمُ | مِنْهُمْ فأصبَحَ مُعْطَى الْحَق مَنْفُوسَا |
تجري السعودُ لهُ في كلِّ نائبة ٍ | نابتْ وإنْ كانَ يومُ البأسِ منحوساِّ |
لهُ لواءُ ندى ً ما هزَّ عاملهُ | إلا أرَاكَ لِواءَ البُخْلِ مَنكُوسَا |
مقابلٌ في بني الأذواءِ منصبهُ | عيصاً فعيصاً وقدموساً فقدموسا |
الوَارِدينَ حِيَاضَ المَوْتِ مُتْأَقة ً | ثباً ثباً وكراديساً كراديسا |
والمانِعينَ حِياضَ المَجْدِ إنْ دُهِمَتْ | مَنعَ الضَّراغِمِ آجَاماً وعِريسَا |
نَمَوْكَ قِنْعاسَ دَهْرٍ حينَ يَحْزُبُه | أَمْر يُشابه آباءً قَناعيسَا |
وقدموا منكَ إْنْ همْ خاطبوا ذرباً | وَرَادَسُوا حَضْرَمِيّ الصَّخْرِ رِديسَا |
أشمُ أصيدُ تكوي الصيدَ غرتهُ | كيّاً وأشْوَسُ يُعْشِي الأعيُنَ الشَّوسَا |
شامتْ بروقكَ آمالي بمصرَ ولو | أصبحَتَ بالطُّوسِ لم اسْتبعِدِ الطُّوسَا |