ياصاحِ! وَدّعتُ الغَوانيَ والصِّبَا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ياصاحِ! وَدّعتُ الغَوانيَ والصِّبَا، | وسَلَكتُ غَيرَ سَبيلِهِنَّ سَبيلا |
و ثنيتُ أعناقَ الهوى نحوَ العلى ، | و رأيتُ شأوَ العاشقينَ طويلا |
فأجَبتُ واعظة َ النُّهَى ، فاستَجمعتْ | ألفاظُ عينكَ وانثنى مغلولا |
عهدانِ ماتا للأوانسِ والصبا ، | فاندبهما ، لا تندبنّ طويلا |
ذَهبا بمَعسُولِ الحَياة ِ وأيَّسا، | من رجعة ٍ وتعجلٍ تحويلا |
بدلتُ ، من ليلِ الشبابِ بمفرقي ، | صبحَ النهى ، أحببْ بذاكَ بديلا |
لكنّ في قلبي، إذا صَدّ الرَّشَا | عني ، أسى يعتادني ، وغليلا |
و لربّ ليلٍ لا تجفّ جفونهُ | من دمعة ٍ ملقٍ عليهِ سدولا |
ماتتْ كواكبهُ ، وأمسى بدرهُ ، | في الأفقِ ، مُتّهَمَ الحَياة ِ عَليلا |
دَبّتْ بنا في غَمرَة ٍ مَشمُولَة ٍ، | حتى توهمنا الصباحَ أصيلا |
صَفراءُ تَحسَبُها، إذا ما صُفّقَتْ، | ذهباً حوتهُ كأسها محلولا |
أهلاً وسَهلاً بالإمامِ ومَرحَباً، | لو أستطيعُ غلى اللقاءِ سبيلا |
لا يمتطي حفظاً ولا يمسي لهُ | طَرْفٌ بمِروَد رَقدَة ٍ مَكحُولا |
ومُشَمِّرٍ أذيالَهُ يَومَ الوَغَى ، | جرتْ عليهِ السافياتُ ذيولا |