بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ، | وإذا سَلا أحَدٌ، فلَستُ كَذاكِ |
غادرتِ ذا سقمٍ بحبكِ مدنفاً ، | غياكِ من دمِ مثلهِ إياكِ |
سحرتْ عيونُ الغانياتِ وقتلتْ ، | لا مثلَ ما فعلتْ بهِ عيناكِ |
لم تقلعا حتى تخضبَ من دمي | سهماهما ، وحسبتُ من قتلاكِ |
باتَتْ يُغَنّيها الحِلِيُّ، وأصبَحَتْ | كالشمسِ تنظمُ جواهراص بأراكِ |
لا مثلَ منزلة ِ الدويرة ِ منزلٌ ، | يا دارُ جادكِ وابلٌ وسقاكِ |
بؤساً لدهرٍ غيرتكِ صروفهُ ، | لم يَمحُ من قَلبي الهَوى ومَحاكِ |
لم يحلُ لعينينِ بعدكِ منظرٌ ، | ذمّ المنازلُ كلهنّ سواكِ |
أيّ المَعاهدِ منكِ أندُبُ طِيبَهُ، | ممساكِ في الآصالِ أم مغداكِ |
أم بردُ ظلكِ ذي العيونِ وذي الحيا ، | أم أرضُكِ المَيثاءُ أم ريّاكِ |
فكانما سقطتْ مجامرُ عنبرٍ ، | أو فتّ فأرُ المسكِ فوقَ ثراكِ |
وكأنّما حَصباءُ أرضِكِ جَوهِرٌ، | وكأنّ ماءَ الوَردِ دَمعُ نَداكِ |
و كأنما ايدي الربيعِ ، ضحية ً ، | نشَرَتْ ثِيابَ الوَشيِ فوقَ رُباكِ |
وكأنّ دَرعاً مُفرَغاً مِنْ فِضّة ٍ، | ماءُ الغديرِ جرتْ عليهِ صباكِ |