أأسمعُ ما قالَ الحمامُ السواجعُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأسمعُ ما قالَ الحمامُ السواجعُ ، | وصَايَحَ بَينٌ في ذُرَى الأيكِ واقعُ |
منعنا سلامَ القولِ ، وهوَ محللٌ ، | سوى لمَحاتٍ، أو تُشيرُ الأصابعُ |
تابى العيونُ البخلَ ، إلاّ نميمة ً ، | بما كَتَبَتْ من خَدّهنّ البراقعُ |
وإنّي لَمغلوبٌ على الصّبرِ، إنّهُ | كذلكَ جهلُ المرءِ للحبّ صارعُ |
كأنّ الصَّبَا هَبّتْ بأنفاسِ رَوضة ٍ | لها كوكَبٌ في ذُروَة ِ الشّمسِ لامعُ |
توقدَ فيها النورُ من كلّ جانبٍ ، | وبَلّلَها طلٌّ مع اللّيلِ دامعُ |
و شقّ ثراها عن أقاحٍ ، كأنها | تَهادتْ بمسكٍ نَفحُها والأجارعُ |
ألا أيّها القَلبُ الذي هامَ هَيمَة ً | بشرة َ حتى الآن هل أنتَ راجعُ |
إذِ النّاسُ عن أخبارِنا تحتَ غَفلَة ٍ، | وفي الحبّ إسعافٌ وللشّملِ جامعُ |
و غذ هيَ مثلُ البدرِ يفضحُ ليلهُ ، | وإذ أنا مُسودُّ المَفارِقِ يافعُ |
وغاصتْ بأعناقِ المَطيّ كأنّها | هياكلُ رهبانٍ عليها الصوامعُ |
و راحتْ من الديرينِ تستعجلُ الخطى | كأنّ ذفاراها جفارٌ نوابعُ |
أذا لَيلَة ٌ ظَلّتْ عَليهِ مَطيرَة ً، | تجافتْ بهِ حتى الصباحِ المضاجعُ |
غَدا يَلمَحُ الأفقَ المُريبَ بطَرفِهِ، | وفي قَلبِهِ من خيفَة ِ الإنسِ رائعُ |
لعمري لئن أمسى الإمامُ ببلدة ٍ | وأنتَ بأُخرى شائقُ القلبِ نازِعُ |
لقد رمتَ ما يدنيكَ منهُ ، وإنما | أتَى قَدَرٌ والله مُعطٍ ومانعُ |
و إني كالعطشانِ طالَ به الصدى | إليكَ،ولكن ما الذي أنا صانعُ |
أيَذهبُ عمري والعَوائقُ دونَهُ، | على ما أرى ، إنّي إلى الله راجعُ |
و ما أنا في الدنيا بشيءٍ أنا لهُ ، | سوى أن أرى وجهَ الخليفة ِ ، قانعُ |
وهبني أريتُ الحاسدينَ تجلداً ، | فكيفَ بحبٍ ضمنتهُ الأضالعُ |
وإنيّ لنُعماهُ القَديمَة ِ شاكرٌ، | وراءٍ بعينِ النصحِ فيهِ ، وسامعُ |
وما أنا من ذكرِ الخَليفَة ِ آيسٌ، | وما دامَ حَيّاً علّلَتهُ المَطامعُ |
وأقعَدَني عنهُ انتظارٌ لإذنِهِ، | و ما قالَ من شيءٍ ، فإنيَ طائعُ |
صراطُ هدى يقضي على الجورِ عدلهُ ، | و نورٌ على الدنيا من الحقّ ساطعُ |
وسيفُ انتقامٍ لا يَخافُ ضَريبَة ً، | وما شاءَ من ذي إحنَة ٍ فهَو قاطعُ |
وإن يَعفُ لا يَندَم وإن يسطُ يَنتقم، | فهَل عادِلٌ فيها بما أنتَ واقعُ |