يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ، | إنّي بمَن تَحدو بِهِ لكَميدُ |
قامتْ تُودّعني، كغُصْنٍ ناعمٍ، | ضربتهُ كفُّ الريحِ ، فهو يميدُ |
فوَضَعتُ وَجدي بالتنفّسِ والبُكا، | وَرَأيتُ ماءَ المُزْنِ كيفَ يَجودُ |
بالمُكتفي كُفِيَ الأنامُ هُمومَهم، | وغَدا عليهمْ طالِعٌ مَسعودٌ |
جاؤوكَ يحشرُهمْ إليكَ مَحَبّة ٌ، | طوْعاً، وسيفُكَ عنهمُ مَغمودُ |
ولَطالَما ظَمِئتْ إليكَ نفوسُهم، | و طريقُ بابك عنهمُ مسدودُ |
فالآن أعتبهم بملككَ دهرهمْ ، | و حلا ، ولانَ العيشُ ، وهو شدسدُ |
يدُ حاتمٍ كبنانهِ لشمالهِ ، | ما حاتمٌ مع مثلِهِ مَعدُودُ |
لو ظلّ يملكُ حاتماً أعطاكهُ ، | هبة ً ، ولم يرَ أنّ ذلكَ جودُ |
في كلّ كفًّ منه خمسة ُ أبحرٍ ، | يَسقي الحوائمَ ماؤها الموْرُودُ |
سرتْ بوطأتهِ المنابرُ ، إذ علا | دَرَجاتِها، واخضَرّ منها العُودُ |
فكأنّهُ قَمَرٌ سرَى في لَيلَة ٍ، | فظلامها عن نورها مردودُ |
ماضٍ على العَزماتِ ينصرُ رَأيَهُ، | من ربّهِ التّوفيقُ، والتّسديدُ |
لمّا رَأوْا أسدَ الحرُوبِ، وفوْقَهم | شحجرُ القنا ، وثمارهنّ حديدُ |
وقد انتضَوْا هِنديّة ً مصقولَة ً | بِيضاً، وجوهُ الموتِ فيها سودُ |
أخفوا ندامتهم ، وعجلَ حينهم | ضَربٌ وطعنٌ ليسَ عنه مَحِيدُ |
فاشدد يديكَ على عنانِ خلافة ٍ ، | لك إرثها ، وبقاؤها الممدودُ |