أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ، | يَجِدّ هُبُوبَ الرّيحِ فيهِ ويَهزِلُ |
قضيتُ زمانَ الشوقِ في عرصاتهِ ، | بدَمعٍ هَمُولٍ فَوقَ خَدّيَ يَهطلُ |
وقفتُ بها عيسي تطيرُ بزجرها ، | و يأمرها وحيُ الزمانِ فترقلُ |
طلوباً برجليها يديها ، كما اقتضتْ | يَدُ الخَصمِ حَقّاً عند آخرَ يُمطَلُ |
وبالقَصرِ ، إذا خاطَ الخَليُّ جُفُونَهُ، | عنانيَ برقٌ بالدجيلِ مسلسلُ |
وإنّي لضَوءِ البرقِ من نحوِ دارِها، | غذا ما عناني لمحهُ ، لموكلُ |
تشَقّقَ، واستَدعَى كما صَدَعَ الدّجى | سنى قبسٍ في جذوة ٍ يتأكلُ |
و للهِ ميثاقٌ لديّ نقضتهُ ، | وقُلتُ: دَعُوه خالياً يَتَنَقّلُ |
ووَعدٌ، وخُلفٌ بعدَهُ، وتَمَنّعٌ | وسُرعة ُ هِجرانٍ، ووصلٌ موَصَّلُ |
وقد أشهَدُ الغازاتِ والموتُ شاهِدٌ، | يجورُ بأطرافِ الرماحِ ، ويعدلُ |
بطعنٍ تضيعُ الكفّ في لهواتهِ ، | وضَربٍ كما شُقّ الرّداءُ المُرعْبَلُ |
وخَيلٍ طَواها القَورُ حتى كأنّها | انابيبُ سمرٍ من قنا الخطّ ذبلُ |
صببنا عليها ظالمينَ سياطنا ، | فطارتْ بها ايدٍ سراعٍ وارجلُ |
و كلّ الذي سرّ الفتى قد أصبتهُ ، | وساعَدَني منهُ أخيرٌ وأوّلُ |
فمن ايّ شيءٍ يا ابنة َ القومِ أحتوي | على مُهجَتي، أو أيَّ شيءٍ أُومّلُ |
إذا المرءُ أفنى صبحَ يومٍ وثانياً ، | أتاهُ صبَاح، بعدَ ذلك، مُقبِلُ |
ويتّبِعُ الآمالَ مَوقِعَ لحظِهِ، | فلَيسَ لهُ عاشَ في النّاسِ مَنزِلُ |
وللدّهرِ سِرٌّ سَوفَ يَظهَرُ أمرُهُ، | وللنّاسِ جائرٌ سِوفَ يعدِلُ |