مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ | تعذرُ الأنفاسُ فيهِ والدموعُ |
ولقَد كنتُ أراها آهِلا | تٍ، كذاكَ الدّهرُ يَعصِي ويُطيعُ |
كَذَبَ الدّهرُ فمَا فيهِ سُرورٌ، | يقلبُ الحالُ وينفضُّ الجميعُ |
أبطِ ما شئتَ وسرْ سيراً رويداً ، | إنّ سيرَ الدهرِ بالمرءِ سريعُ |
ذاكَ أفنانَا، ومَن يَبقَى سِوانا، | يهلكُ الصابرُ منا والجزوعُ |
و لقد بلغتُ أوطارَ العلى ، | ورَعَيتُ العيشَ والعيشُ مَريعُ |
إذ أمامي يدفعُ الحادثُ عـ | ـنّي المَليكُ الكاملُ البأسِ المَنيعُ |
ربّما أغدو، وطارَتْ بفُؤادي | عَنتريسٌ، نازَعٌ فيها القَطيعُ |
ذا صباحٍ ، وطروقٍ بظلامٍ ، | وبَكوراً، وقَطا الأرضِ هُجوعُ |
خَلَدَ الغَدرُ،ولم يَبقَ وَفاً، | ليسَ إلاّ كاذبُ العهدِ قطوعُ |
كلهم أعمى ، إذا ما كانَ خيرٌ ، | و لدي الشرّ بصيرٌ وسميعُ |
وبَدا لي في التّجارِيِبِ، إذا | كثرتْ ، خزانُ سرًّ سيذيعُ |
فاكتمِ السرَّ حبيباً وعدواً ، | فهوَ من هذا وهذاكَ يشيعُ |
و لقد ألحقني بالصيدِ طرفٌ ، | حَنِيتْ منهُ على القَلبِ الضّلوعُ |
يستمدُّ العتقَ من عرقٍ كريمٍ ، | فلهُ الصفوة ُ منهُ ، والصنيعُ |
مائلُ العِرقِ على الِّليتِ كمَاءٍ | بذَنوبٍ فاضَ في الحوضِ رَفيعُ |
فقفونا الغيثَ لم يشرفْ ندى ، | وهَوادي الوَحشِ ، مرّاتٍ وُقُوعُ |
كلَّ يَومٍ يَغسلُ الأرضَ بماءٍ | ينفعُ النبتَ ، فقد تمّ الربيعُ |
فإذا الغدرانُ بالريحِ أحستْ ، | خلتها يلقى عليهنّ الدروعُ |