ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا تَرَيانِ البرقَ ما هو صانِعُ | بدَمعَة ِ صَبٍّ شفَّهُ النّأيُ والشَحطُ |
من الله سُقياهُ لشُرٍّ وجَودُهُ، | وليسَ لها سَحُّ الغَمامِ ولا القَحطُ |
ومِن رَحمَة ِ الله التي أنا آمِلٌ، | ومُنتَظِرٌ قربَ المَزارِ، وإن شطّوا |
فإن نجتمعْ بعدَ الفراقِ ، فما لنا | على فَعَلاتِ الدّهرِ عَتبٌ ولا سُخطُ |
ألا هل تروا ما قد أرى من معاشرٍ | لهم فيّ حُكمٌ يَهجُرُ الحَقَّ مُشتَطّ |
يُذيعونَ ما أعتَبتُهم في شَبيبَتي، | على حينَ أن ذكّيتُ واشتعلَ الوَخطُ |
ألا إنّها أمُّ العَجائِبِ، فاصطَبرْ، | و إن كنتَ ما لقيتَ أمثالها قطُّ |
إذا ما رأوا خيراً أبوا ، وتحملوا | إلى بيتهم ، أو إن رأوا شرة ً حطوا |
ألا إنّ حلمي واسعٌ إن صلحتمُ | بحلمي ، وعندي بعضهُ الجوعُ والخمطُ |
فلا تكثروا شوكَ الأذى في غصونكم | فيكثرَ منّي فيكُمُ الكَسرُ والخبَطُ |
و ليسَ لقرباكم ، وأنتُ عققتمُ ، | على السّيفِ يومَ الرّوعِ عهدٌ ولا شَرطُ |
و لا رحمٌ إلاّ وقد شجبتْ بكم ، | ومَزّقتُمُوها مثلَ ما مُزّقَ المِرطُ |
ستدرسُ آثارُ المحبة ِ بيننا ، | و نحنُ بنو عمٍّ كما انفرجَ المشطُ |
كَفرتُم يَدي فيكم، فحُلّ عِقالُها | إلى غَيركم، لمّا يُشَدّ لها رَبطُ |
وما كنتُ إلا من يَدِ الله مُعطِياً، | ألا إنهُ في كفهِ القبضُ والبسطُ |
وهل عندَكم عَتبِي، فَيرجعَ محسنٌ | بعَينِ الرّضا، والعَفوِ، نائلُهُ بَسطُ |
وإلاّ عَزلتُ الأمرَ عنّي وعَنكُمُ، | وكنتُ كأنّي ليسَ لي منكُمُ رَهطُ |
و هل لكمُ من هذهِ غيرُ زفرة ٍ ، | تُصَعَّدُ منكم في الصّدورِ وتَنحَطّ |
وإلا وعيدٌ لا يَسيرُ بجُندِهِ، | و حياتُ ضغنٍ في مكامنها رقطُ |
فمن يكُ ذا سلمٍ ، فإني طبيبهث ، | و من يكُ مجنوناً فعندي له سعطُ |
فغانيتمُ إن مسّ حالكمُ الغنى ، | فلا تصرحوا باسمي إذا مسها الضغطُ |
إذا ما التقتْ حلقاتُ دهرٍ عليكمُ ، | فيُمنى يَديهِ في أديمِكُمُ عَطّ |
وعندَ كَمالِ الحَظّ يُخشَى زَوالُهُ، | كما لغَريقِ اللُّجّة ِ الرّيُّ والقَحطُ |
أأنْ مدني فرغُ العلى ، فعلوتهث ، | وأمسَكَكُم بَطنُ القَرارَة ِ والهَبطُ |
سخطتُم على الله العَظيمِ قَضاءَهُ، | سيَمضي بما فيهِ، إذا كثُرَ اللَّغطُ |
فيا لَكَ حَقّاً لا يُقالُ لسامَعٍ، | وجوهَرَ حُكمٍ ما لَمنثُورِهِ لَقطُ |