هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ، | ما إنْ بها من أهلِها شَخصُ |
عَهدي بها، والخيَلُ جائلَة ٌ | لا يستبينُ لشمسها قرصُ |
و إذا علتْ صخراً حوافرها ، | غادرنهُ وكأنهُ دعصُ |
والمُلكُ مَنشورُ الجنَاحِ، ولم | يهتك قوادمَ ريشهِ القصّ |
ينشقّ منهُ الجمعُ عن قمرٍ ، | ما في تكاملِ حسنهِ نقصُ |
أخَذَتْ يَداهُ المُلكَ مُمتَلِياً | حزماً ، وعودُ شبابهِ رخصُ |
و معاشرٍ وجدوا مشيئتهم ، | و بما تحبُّ نفوسهم خصوا |
طيبُ التّحيّة ِ حيثُ قُمتَ لهم، | فهمُ الألى حيوكَ ، واختصوا |
فمضَ بذاكَ العيشِ آخرهُ ، | و الهمُّ مما سرّ مقتصّ |
والدّهرُ يَخبِطُ أهلَهُ بيَدٍ، | في كلَّ جارحة ٍ لهُ قرصُ |
أفَما تَرَى بلَداً أقَمتُ بهِ | أعلى مسَاكنِ أهلِهِ خُصّ |
وولاتُهُ نَبَطٌ زَنادِقَة ٌ، | ملأى البُطونِ، وأهلُها خُمصُ |
و لهم مسالخُ يسلخونَ بها ، | لا يَتّقي سَطواتِها الّلصّ |
أسيافُها خشُبٌ مُعَلَّقَة ٌ، | مصنوعة ٌ ، وقرابها جصّ |
و جنودهم تحمي رعيتهم ، | و لهم على أكبادهم رقصُ |
غَلَبَتْ خِيانتُهُم أمانَتَهم، | وطَغَى على تَقواهمُ الحِرصُ |
فتيانُهم في كلّ رابيَة ٍ، | و لهم بكلّ قرارة ٍ شخصُ |
و أميرهمْ متقدمٌ بهمُ | نحوَ الحرامِ ، وسيرهُ نصّ |
وإذا بَدا أُفدي الزّمانُ بِهِ، | وسَطَ الخَميسِ، كأنّهُ دُلصُ |
و كأنّ خلّ الخمرِ يعصرُ من | وجَناتِه، أو يُجتَنَى العَفْصُ |
فترى الأنامِ كهامة ٍ حلقتْ ، | تعدي مفارقها ... تخصّ |
و يرونَ رخصَ السعرِ أغبطَ في الـ | ـبلوى ، وليسَ بدرهمٍ رخصُ |