أرشيف الشعر العربي

هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ،

هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
هاتيكَ دارُ المَلْكِ مُقفِرَة ٌ، ما إنْ بها من أهلِها شَخصُ
عَهدي بها، والخيَلُ جائلَة ٌ لا يستبينُ لشمسها قرصُ
و إذا علتْ صخراً حوافرها ، غادرنهُ وكأنهُ دعصُ
والمُلكُ مَنشورُ الجنَاحِ، ولم يهتك قوادمَ ريشهِ القصّ
ينشقّ منهُ الجمعُ عن قمرٍ ، ما في تكاملِ حسنهِ نقصُ
أخَذَتْ يَداهُ المُلكَ مُمتَلِياً حزماً ، وعودُ شبابهِ رخصُ
و معاشرٍ وجدوا مشيئتهم ، و بما تحبُّ نفوسهم خصوا
طيبُ التّحيّة ِ حيثُ قُمتَ لهم، فهمُ الألى حيوكَ ، واختصوا
فمضَ بذاكَ العيشِ آخرهُ ، و الهمُّ مما سرّ مقتصّ
والدّهرُ يَخبِطُ أهلَهُ بيَدٍ، في كلَّ جارحة ٍ لهُ قرصُ
أفَما تَرَى بلَداً أقَمتُ بهِ أعلى مسَاكنِ أهلِهِ خُصّ
وولاتُهُ نَبَطٌ زَنادِقَة ٌ، ملأى البُطونِ، وأهلُها خُمصُ
و لهم مسالخُ يسلخونَ بها ، لا يَتّقي سَطواتِها الّلصّ
أسيافُها خشُبٌ مُعَلَّقَة ٌ، مصنوعة ٌ ، وقرابها جصّ
و جنودهم تحمي رعيتهم ، و لهم على أكبادهم رقصُ
غَلَبَتْ خِيانتُهُم أمانَتَهم، وطَغَى على تَقواهمُ الحِرصُ
فتيانُهم في كلّ رابيَة ٍ، و لهم بكلّ قرارة ٍ شخصُ
و أميرهمْ متقدمٌ بهمُ نحوَ الحرامِ ، وسيرهُ نصّ
وإذا بَدا أُفدي الزّمانُ بِهِ، وسَطَ الخَميسِ، كأنّهُ دُلصُ
و كأنّ خلّ الخمرِ يعصرُ من وجَناتِه، أو يُجتَنَى العَفْصُ
فترى الأنامِ كهامة ٍ حلقتْ ، تعدي مفارقها ... تخصّ
و يرونَ رخصَ السعرِ أغبطَ في الـ ـبلوى ، وليسَ بدرهمٍ رخصُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن المعتز) .

ياصاحِ! وَدّعتُ الغَوانيَ والصِّبَا،

قد جمعَ الحسنُ والملاحة ُ في وجهٍ

زارَ الخيالُ، وصدَّ صاحبُه،

يا مُقلَة ً أُدنِفَتْ كما دَنِفتُ،

أيا وَيحَهُ ما ذَنبُهُ إنْ تذكّرَا


ساهم - قرآن ٢