حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ، | و سجالُ يومَ نأوا بكتمٍ ساجي |
هلْ غَيرُ إمْساكٍ بأطْرافِ المُنى ، | فيها لطالِبِ خَلّة ٍ، أوْ راجي |
أو وقفة ٍ في محضرٍ جرت به | عصفُ الرياحِ الهوجِ ذيلَ عجاجِ |
حملت كواهلها روايا مزنة ٍ ، | كالبَحر ذي الآذيّ وَالأمْواجِ |
مفتوقة ٍ بالبرقِ يضحكُ أفقها ، | في ليلة ٍ بَيضاءَ ذاتِ دَياجي |
فَتَحَلَّلَتْ عُقَدُ السّماءِ بوابلٍ | زاهي المهاءِ محللِ الأبراجِ |
فلذاكَ أبلى الدهرُ منزلة َ الحمى ، | والدّهرُ ذو غِيَرٍ، ودو إزعاجِ |
بلْ مهمة ٌ عافي المناهلِ قائمٌ ، | قطّعْتُه بمُواعسٍ معّاجِ |
حنمٌ على الفلواتِ يطوي بعدها | بالنّصّ، والإرْمالِ، والإدلاجِ |
مُمتَدُّ أُنْبُوبِ الجِرانِ كأنّهُ، | من تحتِ هَامَتِهِ، نَحِيتة ُ ساجِ |
وإذا بَدا تحْتَ الرّحالِ حَسِبتَه | مُتَسَرْبِلاً ثَوباً منَ الدّيبَاجِ |
صدقَ السرى ، حتى تعرف واضحٌ | كالقرنِ في خللِ الظلامِ الداجي |
في ليلة ٍ أكلَ المحاقُ هِلالَها، | حتى تبدّى مثلَ وَقفِ العَاجِ |
والصّبحُ يتلو المُشتري، فكأنّهُ | عريانُ يمشي في الدجى بسراجِ |
حتى استغاثَ مع الشروقِ بمنهلٍ ، | فيه دواحٍ من قطا أفواجِ |
وكأنّ رَحلي فوْقَ أحقَبَ لاحِبٍ، | لفحَ الهجيرُ بمشعلٍ أجاجِ |
أكلَ الربيعَ ، ولم يدعْ من مائهِ ، | إلاّ بقية َ آسنٍ وأجاجِ |
كالبرقِ يلتمُّ البلادَ مجاهراً ، | بالشدّ بينَ مفاوزٍ وفجاجِ |
فَتَرَى السّماءَ إذا غَدَتْ مملوءَة ً | من نقعهِ ، والأرضَ ذاتَ شحاجِ |
و كانّ إذْ ما رجعتْ نهقاته | وصهيله درجاً منَ الأدراجِ |
و كأنّ آثارَ الكلومِ بكفهِ ، | حلقُ الحديدِ سمرنَ فوقَ رتاجِ |
يحدو لواقحَ لا تملُّ طرادها ، | في كوكبٍ من قيظهِ وَهّاجِ |
يوردنَ عيناً قد تفجرَ ماؤها ، | زوراءَ صافية ً كذوبِ زجاجِ |
حتى إذا أخذَت جوانبَ غَمرِها، | و كرعنَ في خضراء ذاتِ فجاجِ |
قامت بمسّ السهمِ تمسحُ ريشهُ ، | لَبّاتُها، وَمَنابِضُ الأودَاجِ |
فتحتْ على طرفِ الهلال بأنفسٍ | أنصافُها صِرْفٌ بغَيرِ مِزَاجِ |
وإذا المَنِية ُ أخّرَتْ أيّامَها، | فالحيُّ من كيدِ العداوة ِ ناجِ |
وبدَت تطيرُ بأرجُلٍ مَمْقُورَة ٍ | بالرعبِ ، تنتهبُ البلادَ نواجِ |
شداً يصيحُ الصخرُ من قرعاتهِ ، | يسمُ البلادَ بحافرٍ رواجِ |
يا مَنْ يَدُسُّ ليَ العَداوَة َ صَنعة ً، | أسرَيتَ لي، فاصْبر على الإدلاجِ |
فتَحَ العِدى بابَ المَكيدَة ِ وَالأذى ، | فاعجب بهم ، واللهُ منهم ناجِ |
أنا كالمنيّة ِ سُقمُها قُدَّامَها، | طَوراً، وطَوراً تبتدي، فتُفاجي |