لا بدّ للشيبِ أن يبدو ، وإن حجبا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لا بدّ للشيبِ أن يبدو ، وإن حجبا ، | عُذراً برأسي، وذا شَيبي، وإن خُضِبا |
مضَى الشّبابُ وإني كنتُ لاقيَه، | استخلفَ الله صَبراً منه إذ ذَهَبا |
لولا المُدامة ُ والنّدمانُ في لَسَنٍ، | ودّعتُ من بعدِهِ اللذّاتِ مُحْتسِبا |
لا تسقها الماءَ ، واتركها كما تركت ، | فحسبها منه ما قد أخرجت عنبا |
عروسُ دسكرة ٍ ، تيجانها دررٌ ، | قد رَضّعتْ نفسَها في دنّها حِقَبا |
زُرنا بقُطرَبُّلٍ إن كنتَ مُسعِدنا، | تنعمْ ولا تستمع عذلاً ولا صخبا |
ولا تَزَالُ بكأسِ الشُّربِ دائرة ً | تبولُ همّاً، وتَحسُو اللّهوَ والطّرَبا |
حتى تعودَ حبيباً بعدما سخطت | منك المفارقُ تهوى الغيَّ واللعبا |
و كيفَ أنتَ ، إذا ما طافَ يحملها | ظبيٌ يُسقّيكَ فضلَ الكاسِ إن شرِبا |
وقد تَرَدّتْ بمنديلٍ عَواتِقُه، | يقطبُ من تيهٍ ، وما غضبا |
و ناقلتْ تحتهُ الندمانُ صافية ٍ ، | كأنهُ ، إذ حساها ، نافخٌ لهبا |
تراك تُعرِضُ عن هذا وتَهجرُه، | من قال: غيرُك مَن أهوَى ، فقد كذبا |