رَثَيتُ الحَجيجَ، فقال العُداة ُ:
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَثَيتُ الحَجيجَ، فقال العُداة ُ: | سبَّ علياً وبيتَ النبي |
أآكلُ لحمي ، وأحسو دمي ! | فيا قومِ للعجبِ الأعجب! |
عليٌّ يظنونَ بي بغضه ، | فهلاّ سِوى الكُفرِ ظَنّوه بي؟ |
إذاً لا سَقَتني غَداً كفُّه | من الحَوضِ والمَشرَبِ الأعذبِ |
سببتُ ، فمن لا مني منهمُ ، | فلستُ بمرضٍ ولا معتبِ |
مجلي الكروبِ ، وليثُ الحروبِ ، | في الرهجِ الساطعِ الأهيب |
وبحرُ العُلومِ، وغيظُ الخُصومِ، | متى يَصطرِع وَهُمُ يَغلِبِ |
يقلبُ في فمهِ مقولاً ، | كشقشقة ِ الجملِ المصعبِ |
وأوّلُ مَن ظَلّ في مَوْقِفٍ، | يصلي مع الطاهرِ الطيبِ |
و كانَ أخاً لنبيّ الهدى ، | و خصّ بذاكَ ، فلا تكذبِ |
و كفؤاً لخيرِ نساءِ العبادِ | ما بينَ شرقٍ إلى مَغرِبِ |
وأقضَى القُضاة ِ لفَصْل الخِطابِ | والمنطِقِ الأعدَلِ الأصْوَبِ |
وفي ليلة ِ الغار وقّى النبيَّ، | عِشاءً إلى الفَلَقِ الأشهَبِ |
وباتَ ضجيعاً به في الفراشِ | مَوطِنَ نَفسٍ على الأصْعَبِ |
و عمرو بنُ عبدٍ وأحزابه ، | سَقاهُمْ حَسا الموتِ في يَثرِب |
وسَل عنه خَيبرَ ذاتَ الحصونِ | تُخَبّرْكَ عنهُ وعن مَرْحَبِ |
وسِبطاهُ جَدُّهُما أحمدٌ، | فَبَخّ لِجَدّهِما والأبِ |
ولا عَجَبٌ غيرَ قَتْلِ الحُسَيْنِ | ظَمْآنَ يُقْصَى عنِ المَشربِ |
فيا أسَداً ظَلّ بينَ الكِلابِ | تَنْهَشُهُ دامِيَ المِخْلَبِ |
لئن كان روعنا فقدهُ ، | و فاجأ من حيثُ لم يحسبِ |
و كم قد بكينا عليه دماً | بسمرٍ مثقفة ِ الأكعبِ |
و بيضٍ صوارمَ مصقولة ٍ ، | مَتَى يُمْتَحَنْ وَقعُها تَشرَبِ |
و كم من شعارٍ لنا باسمه ، | يجددُ منها على المذنبِ |
و كم من سوادٍ حددنا به ، | و تطويلِ شعرٍ على المنكبِ |
و نوحٍ عليه لنا بالصهيلِ ، | و صلصلة ِ اللجمِ في منقبِ |
وذاكَ قليلٌ له من بَني | أبيهِ ومَنصِبِهِ الأقْرَبِ |