قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ،قِرَى الذِّكرِ منّي أنّة ٌ ونَحِيبُ، | وقلبُ شجٍ، إن لم يمُتْ، فكئيبُ |
خلا الرَّبعُ من غُمّاره، ولقد يُرى | جميلاً بهم ، والمستزارُ قريبُ |
إذِ العيشُ حُلوٌ ليس فيه مَرارَة ٌ، | هنيٌّ ، وإذ عودُ الزمانِ رطيبُ |
وفي كلّ تسليمٍ جوابُ تحِيّة ٍ، | و في كلّ لحظٍ للمحبْ حبيبُ |
عفا، غيرَ سُفعٍ ماثلاتٍ، كأنّها | خدودُ عذارَى مسّهنّ شُحوبُ |
و نؤيٍ ترامى فوقه الريحُ بالسفا ، | محته قطارٌ ، مرة ً ، وجنوبُ |
كما يَتَرَامَى بالمَداري خَرائدٌ، | كواعبُ منها مخطئٌ ومصيبُ |
فكم شاقني ، من نأيٍ وهجرة ٍ ، | خيالٌ لشرٍ بالدجيلِ غريبُ |
فقَد عَزَلَتني الغانياتُ عن الصِّبا، | ومَزّقَ جِلبابَ الشّبابِ مَشيبُ |
فأدبرنَ عن رثّ الحياة ِ ، كأنه | ردِيٌّ نَفاه الرّكبُ، وهو نَجيب |
ويومٍ تظلُّ الشّمسُ توقدُ نارَه، | تكادُ حَصَى البيداءِ فيه تذوبُ |
وصلتُ إلى آصالِهِ بِشِمِلّة ٍ، | تعرّقَها بعدَ الشّحوبِ سُهوبُ |
تلاقى عليها السَّيبُ من كلّ جانبٍ، | و طاعَ لها غيثٌ أجمُّ عشيبُ |
تَتَبّعُ أذْيالَ الحَيا، حيثُ يمّمتْ، | كما سارَ خلفَ الظّاعِنينَ جَنيبُ |
إذا رُميَتْ باللّحظِ من كلّ مَرْبعٍ | تلقاه عاري عظمها ، فيصيبُ |
وإنّي لَقذّافٌ بها وبمِثلِها، | |
رَحلنا المطايا، وهي ملأى جلودُها، | فأُبْنا بها حُدباً، بهنّ نُدوبُ |
و رحنَ بأشخاصٍ كأشجارِ أيكة ٍ ، | عَواريَ لم يُورق لهنّ قَضِيب |
و عارٍ بديمومٍ يجاذبُ جنة ً ، | طوته شعابٌ قفرة ٌ وشعوبُ |
كمثلِ رشاءِ الغربِ مرتهنِ الطوى ، | و طولِ السرى ، فالبطنُ منه قبيبُ |
لهُ وفضة ٌ ضمّت نِصالاً سنيّة ً، | عواردَ ، تبدو تارة ً وتغيبُ |
إذا بارَزَ الأقرانَ شدّد خامعاً، | فما هي إلاّ شدة ٌ ، فوثوبُ |
و سمعٌ نقيٌّ ليسَ يغفرُ هبة ً ، | تبوعٌ لأجراسِ الأنام طلوبُ |
وخَيطانِ ما خِيطَا معاً في كَراهة ٍ، | لهُ منهُما، حتى يَهُبّ، رَقيبُ |
و لحيان كاللوحينِ ركبَ فيهما | مساميرُ أقيانٍ، لهنّ غُرُوبُ |
ترَى بينها مَثَوى لسانٍ كأنّهُ | أسيرٌ تلقّتْه السّيوفُ، سَليبُ |
وخَطمٌ كأنّ الرّيحَ شكّتهُ بالسَّفا، | طويلٌ، ونابٌ كالسّنانِ خَضِيبُ |
إذا خافَ إقوَاءً بأرضٍ تفاضلَت | به عجلاتٌ ، سيرهنّ نصيبُ |
إذا شدّ خلتَ الأرض ترمي بشخصه | إليها ، ويدعوها له ، فتجيبُ |
معدٌّ لأخيارِ الرياحِ طليعة ً ، | يراقبُ زبانينِ حينَ يؤوبُ |
أرقتُ لبرقٍ من تهامة َ ضاحكٍ ، | أهابَ به نحوَ العِراقِ مُهيبُ |
توقدَ في جوّ السماءِ ، كأنما | تَشقّقُ عنه في الظّلام جُيوب |
وجلجَلَ رَعدٌ من بعيدٍ، كأنّه | أميرٌ على رأس اليَفاعِ خطيب |
و قامت ورائي هاشمٌ حذرَ العدى ، | وزادت بيَ الأحداثُ حينَ تنوبُ |
وأُصمِتَ عنّي حاسدي بخَلائقٍ، | مهذبة ٍ ، ليست لهنّ عيوبُ |
فمَن قال خيراً قيلَ: إنّك صادقٌ، | ومَن قال شرّاً قيل: أنتَ كَذوبُ |