سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ | ظبية ٌ تبسم عن سِمطي جُمانْ |
وكأنَّ العَيْنَ منها تجتلي | بَرداً، للبرق فيه لَمعانْ |
بنتِ سبعٍ وثمانٍ وَجَدَتْ | عُمُرِي ضَرْبَكَ سبعاً في ثمان |
في شبابٍ بهِجٍ وفّى لها | وثنى ريعانَهُ عنّي فخان |
يستبي النَّاسكَ منها ناظرٌ | ساحرُ الطّرفِ عليلُ اللّحظان |
وأثيثٌ ذو عقاصٍ غيّمَتْ | فيه للمندل أنفاسُ دخان |
يا لها من جنّة ٍ رمّانُها | ما دَرَتْ ما لمسهُ راحة ُ جانْ |
يا عليلَ القلب كم ذا تشتهي | سوسنَ النحرِ وعُنّابَ البنان |
وأوانُ الهجرِ لا يُجْنَى بهِ | ثَمَرٌ كان لها الوَصْلُ أوان |
إذ شَبابي غَضة ٌ أوراقُهُ | وحديثي تُحَفٌ بين الحسان |
وقطوفُ اللهو من قاطفها | دانياتٌ ببنيّاتِ الدّنان |
كلّ عذراء عجوز قد علا | رأسَها في الدنّ شيبُ القُمُّحان |
وكأنَّ الكفّ من حُمرَتِها | غُمستْ أنملها في الأرجوان |
صَرْفُها يقسو فيبدي غضباً | فإذا أرْضَيْتَهُ بالمزْجِ لان |
رَبّة َ القُرْطِ الذي أحسبه | راشَ للقلب جناحَ الخفقان |
إنْ يكن سحركِ قد خُصّ به | لحظُ طرفٍ منك أو لفظُ لسان |
فعليٌّ بأسهُ خُصّ بهِ | حدُّ سيفٍ منه أو حدُّ سنان |
منعم تهوى القوافي مدحهُ | أوَمَا ناظِمُ مَعناها مُعان |
معرقٌ في المجد من آبائه | أسُدِ الرّوع وأملاكِ الزمان |
جلّ مِنْ شبلٍ أبوه قَسْوَر، | بَطَلُ الحرْبِ بكفّيهِ جبان |
إنْ تلا يحيى عليٌّ في العلى | فبِما دانَ من الإحسان دان |
كلَّ يومٍ في المعاني قدرهُ | بسماءِ الملك ينمي للعيانْ |
وهلالٌ أوّلُ البدرِ الّذِي | يَرْتَدي بالنور منه الأفقان |
كم طريدٍ مُستقرٍ عنده | من حرورِ الخوفِ في ظلّ أمانْ |
وفقيرٍ مُعْسِرٍ قد صانَهُ | من مهين الفقر بالمال المهان |
كان في غير حماه غرضاً | لِسِهامٍ فُوّقَتْ بالحدثان |
في جفافِ العُدمِ حتى غرفَتْ | من يديه في الغنى منه يدان |
يشتري بالحمد فقراً كيف لا | يُشترى باقٍ مع الدّهرِ بفان |
جادَ حتى قيل هلْ أمواله | عند أهل القصد في صَوْن اختزان |
وإذا الهيجاءُ شبّتْ نارُها | بالرقاق البيض والسُّمر اللدان |
وأثارتْ شُزَّبُ الجُرْدِ بها | عِثْيراً يسودّ منه الخافقان |
فكأنّ الليلَ مما أظلمتْ | جُنّ أو ألقى على الأرض جِران |
صادَ بالبأس عليٌّ صِيدَهَا | وثنى منها عن النصر عِنان |
بيمينٍ صَيّرَتْ خاتمها | تاجُ عَضبٍ يقطفُ الهامَ يمانْ |
وكأنَّ اللّيثُ من صَعْدَتِهِ | بفؤادِ الذِّمْرِ يعني أفعوان |
يسرق المهجة َ من عاملهِ | في أضاة ِ الدرع للنار لسان |
لست أدري أدَمٌ في رمحه | مِنْ جنان الدهر أم ورد الجنان |
يا ابن يحيى أنتَ ذو الطَّوْل الذي | أوّلٌ نائله، والبحر ثانْ |
فابقَ للمعروف في العزِّ وَدُمْ | من علوّ القدر في أعلى مكان |
وعلى وجهك للبِشرِ سنا | وعلى قَصدكَ للنجمِ ضمان |