خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خطابٌ عن لقائكم يعوقُ | ومثلي لا يناطُ به العقوقُ |
أأقدر أنْ يُقَدَّرَ لي زمانٌ | له خلقٌ بألفتنا خليقُ |
فيقبض بُعْدنَا ليلٌ عدوٌ | ويبسط قربَنا يومٌ صديق |
لقد حنّتْ إلى مثواك نفسي | كمرزِمة ٍ إلى وطنٍ تتوقُ |
تحمّلَ بالنوى عني التأسي | وحمّلني الأسى ما لا أطيقُ |
وَحَمّرَ دمعيَ المبيصِّ حُزْنٌ | يذوب بحرّه قلبي المشوقُ |
كأنَّ العينَ تُسقِطَ منه عيناً | فلؤلؤه، إذا ذرفت، عقيق |
وهبني قد قدحتُ زنادَ عزمٍ | تضرّمَ في الأناة ِ له حريقُ |
أليسَ الله ينفذ منه حكما | فيعقلني به، وأنا الطّليق؟ |
فرغتُ من الشباب فلستُ أرنو | إلى لهوٍ، فيشغلني الرّحيقُ |
ولا أنا في صقلّية ٍ غلاماً | فتلزمني لكلّ هوى حقوق |
لياليَ تُعْمِلُ الأفراحُ كأسي | فما لي غير ريقِ الكأسِ ريقُ |
تجنّبتُ الغواية عن رشادٍ | كما يَتَجَنَّبُ الكَذِبَ الصّدوق |
وإن كانت صبابات التصابي | تلوحُ لها على كلمي بروقُ |
كتبتُ إليك في ستين عاماً | فساحاً في خطايَ بهنّ ضيق |
ومن يرحلْ إلى السبعين عاماً | فمعتَرك المنون له طريق |
أبا الحسن انتشقْ من سلاماً | كأن نسيمه مسكٌ فتيقُ |
وقلّ لدي عليلٍ عند كربٍ | تناولُ راحة ٍ فيها يفيق |
أرى القدرَ المُتاحَ إذا رآني | جريتُ جَرَى فكان هو السّبوق |
فلا تيأس فللرحمن لُطفٌ | يُحَلّ بِيُسْرِهِ العَقْدُ الوثيق |